الأبراج بين الحقيقة والخيال ورأي العلم الحديث فيها

الأبراج بين الحقيقة والخيال ورأي العلم الحديث فيها



الأبراج بين الحقيقة والخيال

زمان أيام الدراسة بالجامعة كنت من المعجبين بصحيفة " القدس العربي " اللندنية ، أيام تألق رئيسها الأستاذ عبد الباري عطوان ، كنت أشتريها كل يوم ، كانت تصل اليمن كل ثلاث أيام ثلاثة أعداد دفعة واحدة ، وكان زميلي من المولعين بقراءة الأبراج ، يختطف مني الصحيفة ليقرأ المكتوب في برجه ثم يعيدها ، لا يهمه أي شيء غير برجه .!

هناك أشخاص كثر في العالم أمثال زميلي هذا يشترون الصحيفة لأجل قراءة أبراجهم أو حل الكلمات المتقاطعة فقط ، أو قد يشتركون في مواقع ويتابعون مشعوذون لأجل هذه الغاية .!

ورغم أن الأبراج وما فيها هو وهم لا حقيقة له إلا أن البعض من القائمين على بعض الصحف يخصص محررا من طاقم الصحيفة لكتابة الأبراج لكسب القراء بذريعة أن هذا الأمر من باب إعطاء جرعة من الأمل والتفاؤل والطاقة الإيجابية للقارئ صباح كل يوم .!

والإشكالية أن هذا الدجل لم يقف عند الصحف فقط ، بل لقد خصصت بعض القنوات الفضائية برامج للأبراج ، برنامج قد يستمر لساعة كاملة وله ميزانية كبيرة ، ويتم الدفع لذلك المشعوذ بالدولار .!

وبعض القنوات تستضيف في بداية العام مشعوذة لتقدم أكاذيبها وتوقعاتها للعام الجديد ، وبدلا من بث برامج فيها من الوعي والتنوير ما ينفع الناس يتم بث هذا الدجل والخرافات ، ومحاولة مغالطة بعض الناس بأن هذا من علم الفلك بينما في الحقيقة لا صلة لهذا الدجل بعلم الفلك لا من قريب ولا من بعيد .

ولا استبعد استغلال الكثير من أجهزة المخابرات في كل مكان هذا النوع من الدجل لتمرير مشروعاتها وتهيئة الرأي العام لما تريد تنفيذه أو صرف الناس عن واقع تخشاه..

وعن هذا الدجل يقول الدكتور عصام حجي بصفحته في تويتر " كباحث في مجال علوم الفضاء والفلك ومتخصص يعمل في وكالة فضاء دولية وأستاذ جامعي منذ أكثر من ٢٠عام في دراسة الكواكب والاقمار، لاتوجد ابراج ولا تأثير لها ولا للكواكب على حياتك العاطفية والمهنية وليس للمنجمين اي قدرة على توقع اي شيء غير توقع ميولك لتصديق أكاذيبهم كل عام وانتم بدون دجل " .

الدكتور أحمد زايد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة قطر من جهته يرى في تصريح للجزيرة مباشر ، إن علم الفلك له أسس وله أقسام علمية في الجامعات الكبرى، أما ما يسمى بالأبراج والحظ والطالع هذا كله دجل وخرافة لا تقوم على أي سند علمي أو شرعي أو عقلي لذلك لا يجوز للمسلم أن يصدقها لأنها “كهانة” نهى الإسلام عنها وهو خطأ عقائدي كبير .

محمد مصطفى العمراني

x