وقفات مع رحيل الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمة الله تعالى عليه يكتبها الشيخ علي القاضي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وقفات مع رحيل الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمة الله تعالى عليه يكتبها الشيخ علي القاضي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين



وقفات مع رحيل الشيخ

الزنداني رحمه الله(١)

•رحم الله شيخنا وشيخ الأجيال وأبرز علماء اليمن والأمة فضيلة الشيخ الدكتور العلامة عبد المجيد الزنداني الذي رحل إلى ربه بعد عقود من خدمة دينه وتربية الأجيال على شمولية الإسلام والإعتزاز بقيمه وأخلاقه وعلى الوعي بكيد اعدائه ومواجهته بذكاء وحكمة وصبر وجلد

ومكانة الشيخ رحمه الله أكبر من يسعها مقالات فقد كتبت فيه الكتب رحمه الله ومصيبتنا برحيله أكبر من أن تسعفنا العبارات والجمل ولا نقول إلا ما يرضي الله وساذكر شذرات فقط مما عرفت عنه غفر الله له

•فلقد أكرمني الله تعالى وله الحمد والشكر بالقرب من شيخنا رضي الله عنه لسنوات وجالسته ليلاً ونهاراً فوجدت فيه بقية السلف الصلح من صدق تدين وقوة توكل على الله تعالى وورع وتقوى ورفق وحلم وأخلاق عالية ونفس لطيفة تجمع بين المرح والجدية والفقه والواقع مع الذكاء الحاد والتوازن في الطرح والرقي والتهذيب في النقاش والحوار بل وحتى عند الإختلاف مع سماحة لا تعرف الحقد وبراءة وبساطة فلا مكر ولا غموض في مظهره ولا في كلامه فهو إلف مألوف ومألفة كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن في الحديث الصحيح في مسند أحمد وغيره

•وهذا هو السر فيما له من جاذبية تُخضع كل من جالسه رحمه الله لهيبته ووقاره وحسن خلقه وسمته وكرمه وجوده أشهد بالله على ذلك ويشهد معي عشرات من المقربين منه والوف من طلابه

ولو جلس معه ولو قليلاً السبابون له والمفترون عليه لتأثروا بهذه الصفات وأقروا بفضله

فرحمه الله وعظم أجر العلم وأهله واليمن والعالم العربي والإسلامي وأهله وأولاده وطلابه ومحبيه

وإنا لله وإنا اليه راجعون

#الشيخ_علي_القاضي

وقفات مع رحيل الشيخ
الزنداني رحمه الله(٢)

•رُزق الشيخ رحمه الله همة عالية في الخير تتضاءل بجانبها همة الشباب
وطاقة متجددة شابة لا تشيخ في الدعوة وخدمة العلم والدين والتمكين له والدفاع عنه
وسيرته شاهدة بذلك فمن رئيس هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إلى عضو بارز في تأسيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين تلك القلعة العلمية التي تضم نخبة من خيرة علماء العالم العربي والإسلامي والذي لازال يقوم بدوره الرائد في التأصيل لقضايا الأمة المعاصرة والتفاعل والقيام بما يمكن القيام به تجاه كل ما يهم الأمة والأحداث والأزمات التي تمر بها

•إلى رئيس هيئة علماء اليمن التي أسسها لتكون خالصة من أي ضغط أو تأثر بغير هم الدعوة وتلبية إحتياجاتها فكانت أكبر هيئة علمية يمنية وستظل إن شاء الله
وقد شرفني الله تعالى والحمد لله بسهر الليالي مع الشيخ وثلة من العلماء في هيئة علماء اليمن لدراسة الموقف الشرعي من بعض القضايا الشرعية الطارئة في اليمن
•والحاصل أنه رحمه الله تعالى ما دعي إلى شيء فيه نصرة الدين وقيمه وأخلاقه أو فيه منفعة للمسلمين إلا طار اليه محتسباً لوجه الله
#الشيخ_علي_القاضي

وقفات مع رحيل الشيخ
الزنداني رحمه الله(٣)

•عاش الشيخ رحمه الله يدندن طوال عمره حول التوحيد والإيمان فكتب كتباً في الإيمان وفي التوحيد وبحوثه محاضراته ورسائله تدور حول الإيمان والتوحيد
وتتلمذت على كتبه المقررة في المدارس أجيال وله يد علمية حتى على من يفتري عليه ويسبه فقد كان تلميذاً لكتبه في شبابه ثم أنشأ جامعة الإيمان تلك الجامعة الفريدة على مستوى العالم الإسلامي والتي كان يؤمها مئات الجنسيات المختلفة من طلاب العلم ليجدوا فيها غذا العقل والقلب وغداء البدن فقد كانت الجامعة عبر شيخنا الزنداني رحمه الله ورفعه في عليين توفر السكن والغذاء المجاني لألوف الطلاب والمناهج والدواء وخرجت الوف الدعاة ومئات العلماء وحلمة الشهادات العليا ولذلك توافق المنحرفون والحاقدون على الشيخ وعليها محلياً وإقليمياً وعالمياً على هدمها وتدميرها فقصفت وأحرقت كتبها والقي بعضها بالآلاف في الأرصفة والطرقات!! والله الموعد

•العمل السياسي
الشيخ رحمه الله سياسي محنك له مشاركته الفاعلة في كل مفاصل الحياة السياسية في تاريخ اليمن المعاصر وهذه من مواهب الشيخ المتنوعة رحمه الله فقد جمع بين العلم والدعوة والعمل والحضور السياسي الناضج المؤثر حتى انتخب عضواً في المجلس الرئاسي في التسعينيات وهذه ميزة انفرد بها عن كل أو أغلب العلماء فلا يوجد عالم حسب علمي جمع بين المشاركة الدعوية المحلية والإقليمية والعالميّة المؤثرة وبين المشاركة السياسية المؤثرة أيضاً ولذلك كثر خصومه لأنهم تربوا على العلمانية أو تأثروا بها في فصل الدين عن الدولة والعالم عن السياسة فحاربوا بشراسة كل من يمزج بينهما
وكان الشيخ رحمه الله كان يدرك خطورة هذا الفصل على الدين والتشريعات الإسلامية خاصة لذلك كانت صولاته وجولاته حول دستور الوحدة وجاهد جهاداً حميداً حتى أقر الدستور مادة تنص على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات وتنبه لمكر الماكرين في صياغة هذه المادة صياغة تسمح بمرور تشريعات وضعية بجانب الشريعة فجاهد وأخرج بجماهيرية مليون مؤيد له تقريباً إلى أن أقرت هذه المادة بهذه الصيغة الناصعة الجامعة المانعة لتمرير أي قانون وضعي فرحمه الله وعظم أجره

x