كتب الشيخ الدكتور عصام البشير نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في رثاء الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمة الله تعالى عليه

كتب الشيخ الدكتور عصام البشير نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في رثاء الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمة الله تعالى عليه



كلمات في وداع الشيخ الزنداني...

ترجَّلَ الفارسُ فارتحل صامداً كالطود.

لم يتزعزع ولم ينكسر، كان كالصخرة الصامدة في وجه العواصف.

صوته المؤثر يملأ الأذان ويهز القلوب،

يشير إلى وجوب العزيمة في كل موقف،

وهو يقول

العزيمة العزيمة وإلا هلكنا

كان يمشي بين الناس كالنسمة العليلة،

خفيض الجناح متواضعًا هاشا باشا،

كلماته كانت بذور خير تنمو في أرجاء القلوب،

وخطاه ترسم طريقاً للرحمة والتواضع عند محبيه وتلاميذه.

ينثر الأمل في النفوس كالنور المشرق

رسم بأفكاره وعمله،معادلة العلم المتجدد والعمل المثمر .

فقرن العلم النافع بالعمل الجاد المتواصل

وقارب الكتب بأفعاله ليحقق المعارف بتجاربه،كمنبعٍ يفيض بالعلم ليروي عطش الطامعين،وينير دروب الباحثين عن القدوات العاملين.

جمع بين العلم الشرعي والعلم الكوني كما يُجمع الطيبان،بين الأدوية والصيدلة،

فمزج وزاوج بينهما ليحقق معادلة النظر في الكون المنظور والكتاب المسطور،

ليبث الإيمان في قلوب الناس بالعلم والبراهين

فأسلم على يديه جملة من المفكرين والعلماء

بعدما اقتحم أروقة العقول الغربية،

كان مشعا بالحكمة اليمانية.

شارك بهمته العالية في تأسيس هيئات ومؤسسات دولية لخدمة الأمة،

وأسس منصات تعزز المعرفة وصدق الإيمان،

فكان داعمًا للمبادرات والمشاريع الرائدة،

في سبيل تحقيق رؤية مشرقة للأمة ونهضتها .

فكانت إسهاماته ركيزة

تعزيزا للوحدة والتضامن الإسلامي،

وبقلبٍ ينبض بحب الجهاد والفداء،

يشهد بروحه للدين وحقائقه،

نُصرٌ ودعوة وتحريض وإسناد،

رفيق درب الشهيد الزبيري في موكب الجهاد والعز.

لم تجره دنياه،

ولم يغويه ألقُ المناصب،

ولم يجذبه بريق الشهرة.

لم يُغِدْر بل كانَت طبيعته الوفاء،

هو البحرُ من أيّ النواحي جئتَهُ؟

هو المشفقٌ على أمته، الوَفيٌّ لإخوته،

النديٌ مع صحبته، الحريص على طلبته.

يحمي ويحفظ، يُضيء درب العلم بنوره،

ويُسدّ كل ثغرة بالمعرفة والحكمة.

لقد ثبُتَ يومَ تَسَاقَطَ الناسُ،

ونشرتَ الرجاءَ والأملَ لما يئستِ الأنفسُ،

وجهَرتَ بالإيمانِ حين غلَبَ الإلحادُ جُلَّ الخلق،

واجهتَ بعون الله الضلالَ الذي كانتْ تَمضِيهِ الأممُ،

وتزينَهُ المراكزُ والمنظوماتُ ،

واعتنقَهُ الأحزابُ والدولُ والحكوماتُ!

رَجـَّـاع لله، أواه منيب ،

يقف عند حدوده،

يغضب إذا انتهكت محارمه،

ليس له من نهج ضابط غير شريعته،

توقفه آية ويعيد بوصلته حديث.

لا يعرف الكسل ولا الخمول، ولم يطرق بابه يأس،

لا يتراجع عن حقه الذي يراه حقًا له حتى يمضيه

فلا يوقفه في ذلك عناء ولا بلاء ولا عِداء.

حمل هم قضايا الأمة والوطن،

وكلمته ترددت في أروقة السلطة والسياسة

سعى جاهداً لنصرة قضايا الأمة في كل مكان

وجيها مسموع الكلمة معبرا عن مصير المستضعفين والمنكوبين

راعيا للمصالحة بين فصائل الأمة ولم شملها ورأب صدع صفوفها.

فقده عظيم ومصابه جلل

ولا أقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه

أسأل الله أن يرزق الشيخ الحبيب المقام العالي

في منابر النور وحوض الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،

ونعم اللقاء مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في المنازل العلا في الجنة،وأن يخلف ذريته و.دعوته ومحبيه والأمة خيرا وإنا لله وإنا إليه راجعون

د. عصام البشير

نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

#رثاء_فضيلة_الشيخ_عبد_المجيد_الزنداني #الشيخ_عبد_المجيد_الزنداني

x