بماذا نختم رمضان؟*
ج/ بأمور يمكن إجمالها فيما يلي:
1️⃣ أولها: الإكثار من حمد الله وشكره على ما يسّر من الصيام والقيام وغيره من العبادات، فهو محض فضله سبحانه قال تعالى: *{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}* [النور: 21].
2️⃣ ثانياً: الإكثار من دعاء الله بالقبول. قال تعالى: *{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}* [المؤمنون: 60]، فلنكثر من دعاء الله بأن يتقبل أعمالنا مع اليقين بأنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً فهو القائل سبحانه: *{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}* [الأعراف: 43]، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم إذا التقوا في العيد قال بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم.
3️⃣ ثالثاً: ينبغي الإكثار في ختام الشهر من الاستغفار فقد كان هديُ النبي صلى الله عليه وسلم ختمَ الأعمال الصالحة بالاستغفار ففي صحيح مسلم عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: *كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا*. وفي ختام الحج قال تعالى: *{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}* [البقرة: 199]، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يختم مجلسه بالاستغفار وقد قال تعالى: *{وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}* [الأنفال: 33].
4️⃣ رابعاً: ينبغي طيب النفس بإخراج زكاة الفطر، فهي فريضة شرعية جليلة على كل مسلم وفيها طهرة للصيام من اللغو والرفث وطُعْمَة للمساكين وإغناء لهم عن السؤال يوم العيد.
5️⃣ خامساً: التكبير منذ غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى صلاة العيد قال تعالى: *{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [البقرة: 185].
6️⃣ السادس: عزم الدوام على العبادة. قال تعالى: *{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}* [الحجر: 99]، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: *«أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ»*. ووداع الشهر ليس وداعاً للعبادة. فإنه لمن المؤسف أن تجد بعض الصائمين إذا ودَّع رمضان ترَك العبادة وهجر المسجد والقرآن، وتحوَّل من الطاعة إلى العصيان وقد قال تعالى: *{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}* [الأحزاب: 36]. ولقد ختم الله لكم شهر رمضان بالطاعة بما افترضه عليكم من زكاة الفطر، وابتدأ لكم شهر شوال بالطاعة فأوجب عليكم إفطار يوم العيد تعبداً لله، وشرع لكم صلاة العيد التي تزدادون بها تقوى لله *{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32]، وسنَّ لكم أن تصوموا ستاً من شوَّال وعظَّم أجر ذلك ففي صحيح مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»*.
7️⃣ السابع: الاعتبار من رحيل الشهر وتذكر الرحيل عن الدنيا. فكما مضى الشهر سيمضي العمر مما يستلزم الاستعداد للقاء الله وحسن العمل، وحفظ الحقوق ورعاية الحرمات والقيام بالواجبات والحرص على كل خير قال تعالى: *{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}* [الروم: 38].
8️⃣ الثامن: الوقوف مع النفس لرؤية ما أثمره الصوم، ومدى استفادته منه والتغير الإيجابي في سلوك الشخص في بيته ومع أقاربه وجيرانه وسائر حياته.
9️⃣ التاسع: سؤال الله الثبات على الخير والهدى *{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}* [آل عمران: 8].
🔟 العاشر: الفرح بالعيد وأداء صلاته والقيام بشعائره، والاستفادة من معانيه والعودة على بعضنا بالتسامح والعفو، والجمع بين جمال الظاهر وجمال الباطن.
تقبل الله من الجميع.
🖋 د. بندر الخضر
___