معركة بدر ودور اليمنين فيها

معركة بدر ودور اليمنين فيها



معركة (بدر ) ودور اليمنيين فيها ( 1 )

د كمال البعداني

في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة ، عقد محمد رسول الله صل الله عليه وسلم ( القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسلامية) والتي لا تتجاوز حينها بضع مئات عقد اجتماع طارئ على مقربة من أبار بدر ،ضم هذا الاجتماع كبار صحابته لبحث التطورات الخطيرة على ضوء خروج قريش بجيشها وعدتها لملاقات جيش المسلمين ، والذي خرج في الأساس لاعتراض قافلة أبو سفيان التجارية ولم يدور في خلده أن تكون هناك مواجهة مع قريش ، كان رسول الله في موقف حرج فهو بين امرين : فلو ترك المواجهة مع جيش قريش وانسحب الى المدينة لكان ذلك تدعيم لقريش ومكانتها السياسية والعسكرية ، واضعاف للمسلمين وتوهيناً لهم ، وليس هناك ايضا ما يمنع من عدم زحف جيش قريش ومواصلة سيره نحو المدينة ويغزو المسلمين في عقر دارهم ، وان قرر رسول الله المواجهة فغالبية جيشه من اليمنيين ( الانصار ) حيث كان عددهم 236 مقاتل من اصل 314 وهو مجموع عدد جيش المسلمين في بدر ، ومن نصوص بيعة العقبة ان ينصروه داخل المدينة وليسو ملزمين بالقتال خارج المدينة المنورة ، لذلك عقد رسول الله صل الله عليه وسلم مجلساً عسكريا مع كبار الصحابة ، ليضعهم في الصورة ويسمع منهم وعينه بالاساس على اليمنيين لمعرفة موقفهم ، فخرج ذلك الاجتماع التأريخي بقرارات حاسمة ومصيرية ، انه لا مناص من مواجهة جيش قريش ، ولقد كانت الكلمة الفصل في هذا الاجتماع هي لليمنيين ( الانصار ) كما أراد رسول الله أن يسمعها منهم ، فقد كان اتفاقهم معه كما قلنا : هو أن ينصروه في المدينة ، وبما أن هذه المواجهة ستكون على بعد 150 كيلو متر من المدينة ، كان لا بد من أخذ رئيهم وهم القوة الضاربة في الجيش والغالبية الساحقة ، وثقل المعركة سيدور على كواهلهم ،لذلك كان رسولنا محمد صل الله عليه وسلم وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الإسلامية وبعد أن شرح الموقف للجميع كان يردد القول : اشيروا علي ايه الناس ، فقام عدد من الصحابة منهم ابو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب والمقداد بن عمرو فقالوا واحسنوا ، وهؤلاء كلهم من المهاجرين ، ومع ذلك استمر رسول الله يقول ( اشيروا عليا ايها الناس ) ، ففطن لذلك قائد الانصار وحامل لوائهم ( سعد بن معاذ ) فقال لكأنك تريدنا يارسول الله ؟ قال ( اجل ) فقال سعد : لقد آمنَّا بك، وصدَّقناك، وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السَّمع والطَّاعة، فامض يا رسول الله لما أمرك الله. فوالذي بعثك بالحقِّ، إن استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما يتخلَّف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدًا، إنَّا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ عند اللِّقاء، ولعلَّ الله يريك منَّا ما تقرُّ به عينك، فسِر بنا على بركة الله … فسر بذلك رسول الله واصبح وجهه كالقمر ليلة البدر .. فكيف سارت الاحداث بعد ذلك ؟ هذا ما سوف نعرفه ان شاء الله يوم غدا السادس عشر من رمضان 1445هجرية .. #كمال_البعداني

ا معركة ( بدر ) ودور اليمنيين فيها ( 2 )
د كمال البعداني
اليوم هو السادس عشر من شهر رمضان لعام 1445 هجرية ، فماذا حدث مثل هذا اليوم من العام الثاني للهجرة؟
فبعد ان سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام كلاما من الانصار اثلج صدره اثناء انعقادالمجلس الاستشاري الذي عقده . قال للجميع : سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين. فتقدم رسول الله إلى بدر فوصلها مثل هذه الليلة وهي نفس الليلة التي وصل فيها المشركون وكانوا قربين منه . نزل رسول الله في داخل ميدان بدر ، فأشار عليه الحباب ابن المنذر أن يتقدم فينزل على أقرب ماء من العدو حتى يصنع المسلمون حياضا يجمعون فيها الماء لانفسهم ويغورون الاَبار فيبقى العدو بلا ماء . كانت قريش في الجانب الآخر تراقب الوضع عن كثب ، فأرسلت ( عمير ابن وهب ) ليستطلع أخبار المسلمين وكم عددجيشهم ؟ ، فانطلق عمير بفرسه وراقب الجيش الإسلامي من بعيد وألقى عليه نظرة ، ثم عاد بتقرير لم أقرأ في حياتي أبلغ واوجز منه ، تقرير شفهي مع التوصية ، ولو كُتب لما استغرق صفحة واحدة أو نصف صفحة ، ولكنه أحاط بكل شي فقال : ( القوم ما بين ثلاثمائة وبضعة عشر يزيدون قليل أو ينقصون قليلا ، ولكني والله رأيت البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب يحملن نقيع الموت ، قوم ليس لهم منعة غير سيوفهم ، فأرى أن لا يقتل الواحد منهم إلا وقد قتل واحدا منا فإذا قتلوا منا بعددهم فما خير العيش بعد ذلك فانظروا ماترون. )) ، الله اكبر ماهذه البلاغة والاحاطة ياعُمير ؟ ماهذا الإبداع يا شيطان الجاهلية وحواري الإسلام؟ أشهد إنك ابدعت واوجزت ونصحت قومك ولكنهم لا يحبون الناصحين. . بعد هذا التقرير العجيب تعالت الأصوات في جانب المشركين للمطالبة بالعدول عن القتال خاصة وقد نجت قافلة أبو سفيان التجارية. لكن كان صوت أبو جهل هو الأقوى بحتمية الحرب والمواجهة. في المكان المقابل كان رسول الله يتجول في ميدان بدر ويشير بيده ويقول : هنا مصرع فلان ، وهنا مصرع فلان غدا إن شاء الله ، ثم بات يصلي إلى جذع شجرة وبات المسلمون مستريحين تغمرهم الثقة وانزل الله عليهم المطر آمنة منه .. باتوا وكل منهم يسبح في افكاره ، وكأني بحذيفة ابن عتبة ابن ربيعة يسأل نفسه ويقول : تُرى هل سألتقي غدا في ميدان المعركة وجها لوجه مع ابي عُتبة او عمي شيبة او اخي الوليد ؟ موقف صعب بلا شك ، وبجانبه بلال بن رباح يستعرض شريط ذكرياته مع أمية ابن خلف ، وكم عذبه وجلده في بطحاء مكه ، وهاهو يلحق لقتاله في بدر ، ابو بكر الصديق يعلم ان ابنه عبد الرحمن قد خرج مع جيش قريش لقتاله ، افكار وافكار وتساؤلات عميقة في نفس كل واحد في هذه الليلة ، لتطلع شمس اليوم الثاني الجمعة السابع عشر من شهر رمضان للسنة الثانية من الهجرة ، وتسفر عن صباح ليس كأي صباح انه صباح سيكون له ما بعده حتى قيام الساعة ، انه صباح يوم الفرقان يوم التقى الجمعان . نترك كل فريق في مكانه لنتابع يوم غدا إن شاء الله ما سوف يحدث وكيف سارت الأمور .؟ #كمال_البعداني

معركة بدر ودور اليمنيين فيها ( 3)
د كمال البعداني

انقضت ليلة السابع عشر من رمضان والمسلمون نيام ورسول الله صل الله عليه وسلم يصلي الى جذع شجره وينادي ربه ويسأله نصره الذي وعده ، ومع اشراقة صباح الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة ، ارسلت الشمس خيوطها الذهبية على منطقة بدر لتعلن بداية يوم جديد ، لكنه ليس كبقية الايام ، يوم سيكون له ما بعده وسيغير وجه التاريخ ، وسيخلد ذكره بين دفتي المصحف حتى قيام الساعة ، كان المسلمون في العدوة الدنيا ، والمشركون في العدوة القصوى ، وفجأة انزل الله المطر فكان غيثاً خفيفاً على المسلمين ، ومطرا وابلاً على المشركين ، ولما تراءى الجمعان وقبل ان تبدا المعركة سقط الصحابي (مهجع بن صالح اليماني ) اصابه سهم من قبل احد المشركين ، كأول شهيد في بدر ، والصحابي مهجع وفد الى مكة من اليمن وكان مولى لعمر ابن الخطاب اسمر اللون ، وكان من اول المهاجرين الى المدينة ، واول شهيد في بدر ، لتبدا بعدها عملية المبارزة حيث خرج من المشركين ، عتبة ابن ربيعة وشيبة ابن ربيعة والوليد ابن عتبه يريدون المبارزة فخرج لهم ثلاثة من الانصار ولكنهم طالبوا رسول الله ان يخرج لهم من قومهم ، فاخرج لهم رسول الله ( حمزة بن عبد المطلب وعلي بن ابي طالب ، وعبيدة ابن الحارث ابن عبد المطلب ) ثلاثة من بيت واحد وفي الجهة المقابلة ثلاثة من بيت واحد ، كان بإستطاعة رسول الله ان ينحي عمه وابني عمه جانبا ليدخرهم للمستقبل، ويخرج غيرهم ، لكنه قال لهم : اخرجوا الى جنة عرضها السماوات والارض. والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم احد منكم فيقتل مقبلا غير مدبر الا ادخله الله الجنة ) ، لقد وعدهم بالجنان ولم يدخرهم لسلطان ،

( نهاية المعركة )
ما ان انتهت معركة بدر في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة بإنتصار ساحق للمسلمين على المشركين وما ان عادت السيوف الى اغمادها حتى صدر الأمر من ملك الملوك الى القوات السماوية المشاركة في المعركة الأرضية معركة بدر بقيادة جبريل عليه السلام بالإنسحاب من الأرض والعودة الى اماكنها في السماوات العُلى . استشهد من المسلمين في هذه المعركة اربعة عشر رجلا ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين ، وعلى الجانب الآخر قُتل منهم سبعون واسر مثلهم غالبيتهم من القادة والزعماء والصناديد ، يا الله من كان يصدق ان الذين قدموا من مكة بقضهم وقضيضهم إلى بدر ، وجاؤوا بالأشرار من كل مكان ، يزهون بجمعهم ويتبخترون بمشيتهم ولسان حالهم يقول : نحن الغالبون نحن الاقوى ، من كان يصدق انهم اصبحوا الآن عبارة عن جثث متناثرة في ميدان بدر . فهذا هو عتبة بن ربيعة وبجانبه جثة شيبة بن ربيعة وهذه الجثة لأمية بن خلف ، دعونا نقترب من تلك الجثة هناك ، يا إلهي انها بغير رأس يا ترى لمن يكون هذا الجسد الضخم يتساءل احدهم ؟ فيجيبه من كان بجانبه الا تعرف صاحب هذا الجسد ؟ ! انه جسد ابي جهل وقد احتز رأسه عبد الله ابن مسعود ، نعم عبد الله ابن مسعود الذي كان يرعى الغنم بمكة وكان لا يتجرأ حتى على مخاطبة ابي جهل وامثاله من سادة قريش فضلا عن الإقتراب منهم ، هاهو اليوم يعتلي و يحتز رأس احد سادات مكة بل ابرز ساداتها . انه الغرور والتعالي والعنجهية والكبر التي اوصلته ومن معه الى هذا المصير . نترك المشهد كماهو الان في بدر و سنعود اليه لاحقاً ودعونا ننتقل على وجه السرعة الى المدينة المنورة حيث المسلمون هناك يعيشون على اعصابهم في انتظار اخبار بدر ، والمعركة الغير متكافئة هناك ومما زاد في توترهم وقلقهم بل وهلعهم ، هي الإشاعات والأراجيف التي يطلقها الإعلام المضلل المتمثل باليهود والمنافقين والذين اشاعو بهزيمة المسلمين ومقتل رسول الله صل الله عليه وسلم ، كان رسول الله يدرك قلق المسلمين في المدينة وما يواجهونه من ضغوطات وحرب اعلامية و نفسية لذلك سارع بإرسال من يحمل البشرى الى اهل المدينة ، ارسل عبد الله بن رواحة الى الاهالي في اعلى المدينة وزيد بن حارثة الى الأهالي في اسفلها ، وعندما رأى احد المنافقين زيد بن حارثة راكباً على القصواء وهي ناقة رسول الله قال ذلك المنافق : ألم نقل لكم ان محمدا قد قتل وهذه ناقته مع زيد الذي جاء منهزما لا يدري ما يقول من الخوف والرعب ؟ وعندما اقترب الرسولان احاط بهما المسلمون ليسمعون منهما الخبر ، فلما تأكد لهم النصر العظيم اهتزت ارجاء المدينة بالتهليل والتكبير ولم يبقى بيتا الا ودخله الإسلام وامام هذا النصر المبين اضطر عبد الله بن أبي ومن معه من المنافقين الى اعلان اسلامهم في الظاهر ليشكلوا بعدها ( طابور خامس ) عانى منه المسلمون كثيرا . اما في مكة فقد بقي اهلها في حالة من الذهول غير مصدقين للأخبار التي وصلتهم من بدر والتي تتوالى تباعا ! كيف يقتل عمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة وابنه الوليد وشقيقه شيبة ؟ كيف يقتل أمية بن خلف كيف لألف مقاتل ان ينهزموا من ثلاثمائة كيف يقتلون منهم سبعون ويؤسرون سبعون ويفر من ميدان المعركة ما يقرب من ثمانمائة مقاتل وبصورة غير منظمة تبعثروا في الوديان والشعاب كيف وكيف ؟
نترك اهل مكة في حيرتهم والمنهزمون في تبعثرهم ونعود مجددا الى ميدان بدر فها هو رسول الله يقف على قتلى المشركين وينظر اليهم قائلا : بئس العشيرة كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وخذلتموني ونصرني الناس ، واخرجتموني وآواني الناس ، ثم أمر بأربعة وعشرين جثة من صناديد قريش فقذفوا في احد آبار بدر المهجورة وبعد ان مكث رسول الله في بدر ثلاثة ايام قرر العودة الى المدينة واتبعه اصحابه حتى قام على شفة القليب التي القيت فيه جثث المشركين ، وجعل يناديهم بأسما ئهم وأسماء آبائهم قائلا : يا عتبة بن ربيعة ياشيبة بن ربيعة يا فلان يا فلان أيسركم انكم اطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟ ولما قال له عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله كيف تكلم اجسادا لا ارواح لها ؟ قال لهم : والذي نفس محمد بيده ما انتم بأسمع لما اقول منهم ولكن لا يجيبون . بعدها واصل سيره صل الله عليه وسلم في اتجاه المدينة المنورة ولما وصل الى الروحاء لقيه رؤوس المسلمين خرجوا للتهنئة والإستقبال وهناك عرف رسول الله ان ابنته رقية زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه وعنها قد توفيت قبل ثلاثة ايام . فقد ذكر اسامة بن زيد رضي الله عنه ان البشرى وصلت اليهم بالنصر وهم يسوون التراب على قبر رقية وقد خلفه رسول الله مع عثمان بن عفان ليكونا بجانب ابنته رقيه في مرضها ، ولعله صل الله عليه وسلم عندما كان بعد انتهاء المعركة في بدر يرفع كفيه الى السماء بكلمات الشكر لله الواحد على نعمة النصر فتصعد كلماته الى السماء كانت روح ابنته رقية في تلك اللحظة بالمدينة المنورة تصعد الى بارئها . ياله من ابتلاء لرسول الله فها هي فرحة النصر يكدرها عنده موت ابنته وفلذة كبده ، ان طريق الإبتلاء هي طريق الأنبياء ومن سار على دربهم .. لقد كانت معركة بدر هي معركة الفرقان ففي بدر دُفن الطغيان والكبر والغرور ، والى قليب بدر سُحب السادة من قريش جثثاً نتنة ، في بدر انتصر التوحيد على الشرك ووقف فخر الإيمان امام فخر النسب ، لقد بقيت اسماء من شاركوا في بدر من المسلمين محفورة في ذاكرة التاريخ فيقال بعدها على سبيل المثال كان عدد المسلمين في المعركة الفلانية ثلاثة الاف مقاتل منهم مئة بدري والمعركة الفلانية خمسين بدري او عشرة من البدريين وهكذا اصبحت كلمة بدري علامة مميزة علامة الجودة والشرف ويا لها من علامة ، الصلاة والسلام عليك يا رسول الله من ارض اليمن التي نصر الدعوة رجالها , وكان اول شهيد في بدر من ابنائها ، وكُفنت يا رسول الله بثوبها ، وفُتحت البلدان على يد فرسانها ، ووصفت اهلها بالإيمان والحكمة هاهي اليمن اليوم يا رسول الله مثخنة بالجراح ، بعد ان اختلف ابنائها وتكالب عليها الأعداء من كل مكان، لقد غدر بنا الاشقاء ، وتولى امرنا الحمقى ، ها نحن نصلي ونسلم عليك يا حبيبنا بعد 1443 عام على معركة بدر . والذي كان لأجدادنا الانصار دورا بارزا في تلك المعركة , لقد شرفهم الله بك وشرفهم بالقتال بين يديك يا رسول السماء وخاتم الانبياء . لقد انقذهم الله بك واخرجهم من الظلمات الى النور .. الصلاة والسلام عليك وعلى آلك واصحابك ورضي الله على اصحابك من المهاجرين والأنصار وجزاكم الله عنا خيرا #كمال_البعداني

x