المسلسلات التركيه بين سيفي علي بن اب طالب  وخالد بن الوليد رؤية من زاوية اخرى يكتبها الدكتور فؤاد البنا

المسلسلات التركيه بين سيفي علي بن اب طالب وخالد بن الوليد رؤية من زاوية اخرى يكتبها الدكتور فؤاد البنا



#المسلسلات التركية بين سيفي علي بن اب طالب وخالدبن الوليد:

أ.د.فؤاد البنا

تابعت عددا غير قليل من المسلسلات التأريخية التركية، فاتضح لي بجلاء أن الأتراك يمجدون القوة أكثر من أي قومية إسلامية أخرى، لدرجة أنهم يقدمونها بصورة ضمنية على الحق، وبصورة واضحة على العلم!

ومن المعلوم أن أبرز نموذج للقوة العسكرية في التأريخ الإسلامي يمثلها القائد الفذ خالد بن الوليد الذي ثبت أنه خاض أكثر من ١٠٠ معركة حقيقية، وليست من نسج مخرجي الدراما، ولم ينهزم في أي واحدة منها، بما فيها معركة أحد التي قابل فيها جيش الصحابة وهو ما زال على الشرك!

لقد كان خالد بن الوليد يمتلك سيفا أسطوريا منقطع النظير، ووصل الأمر إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتبر خالد كله سيفا حينما أطلق عليه وصف (سيف الله المسلول)، وبسبب بطولات خالد ذهب الخليفة عمر بن الخطاب إلى حد عزله عن قيادة الجيش؛ خوفا من أن يُفتن به عامة المسلمين، بعد أن سمع من يقول: لا يمكن أن يهزم جيش فيه خالد، فقد كان الفاروق يخاف أن يتّكل الناس على عبقرية خالد بدلا من اتكالهم على الله!

ونعود للأتراك الذين يمجدون القوة بصورة عجيبة، فإنهم حينما يربطونها بالجيل الذهبي من الصحابة الكرام، يجعلون من علي بن أبي طالب رمز هذه القوة دائما؛ حيث تنسج حول سيفه المسمى (ذو الفقار) قصص أسطورية لم تثبت في كتب التأريخ الإسلامي المحققة، وأزعم أني شاهدت مئات الحلقات من أغلب المسلسلات التأريخية التركية ولم أجد ذكرا لخالد بن الوليد وسيفه البتار الذي جزّ به آلاف الرقاب في معارك الحق والباطل، ولو لمرة واحدة!

وقد دخلت مجمع قصور طوب قابي في مدينة اسطنبول، وفي جناح الأمانات المقدسة وجدت أمورا تخص النبي صلى الله عليه وسلم من خصلات شعر وقطع ثياب وغيرها، ووجدت بعض سيوف كبار الصحابة، وفي مقدمتها سيف ذي الفقار لعلي بن أبي طالب ولم أجد شيئا يخص خالد بن الوليد رضي الله عنهما!

وبلا شك فإن هذه واحدة من صور التشيع السني التي تسللت إلى الأتراك بواسطة الطرق الصوفية!

x