ياسمين عز  والتغزل بالرجال بقلم الكاتب الرائع محمد دبوان المياحي

ياسمين عز والتغزل بالرجال بقلم الكاتب الرائع محمد دبوان المياحي



#ياسمين عز مثال صارخ للعشق وحب الرجل وحب الرجال

قناعتي أن ياسمين عزّ، جديرة بصفة البطولة. إنها تجسيد شجاع للنموذج الأساسي للمرأة على امتداد العصور، النموذج الطبيعي، الأول، قبل أن تتعرض تصورات النساء للتشوية. وتلعب الشياطين برؤوسهن. ياسمين : المرأة الحقيقية، البرئية، المتناغمة مع نظام الوجود كله. هي لا تدافع عن الرجل ولا تبخس من المرأة، بل تتبع سجية النساء الأوائل، أولئك اللواتي ولدن واتبعن صوت الفطرة في أعماقهن ولم تغويهن مقترحات الحداثة وأفكارها المتوترة، حول العلاقة بين الجنسين. إنها حداثية بأرقى تجلياتها، لكنها لا ترى في منطق النسويات أي عبقرية أو جاذبية. وتتبع منطقها الداخلي الخاص.

ياسمين عبر منطقها الممجِّد للرجل، بمقدورها أن تمتلكهم، تحوز قواهم وتجندهم؛ كي تغزو العالم كله. تعترف بشجاعة بمركزية الرجل في الوجود، وتلك حقيقة تاريخية وعفوية ولا تتضمن أي اساءة للأخر. اعتراف ياسمين بهذا يحيلها لقطب مماثل للمركز نفسه. هذا المنطق ذكي، يلغي سياسة الحرب والتوتر ويتخذ من الاعتراف الشجاع مدخلا للتمدد وحيازة مساحة واسعة من النفوذ والفاعلية.

إنها تقف فيما وراء التقليد والحداثة، ما وراء النسوية والسلفيين، ترفض الثنائية الخانقة، وتجتاز الحدود بليونه ورشاقة عالية؛ لكأنها تؤمن بمنطق نيتشوي، جذري وأصيل. منطق يعيد تعريف العلاقة من زاوية جديدة وفعالة. سيقولون عنها ساذجة. فيما هي أكثرهن سحرا وعبقرية. إنها تعيد للعلاقة بين الجنسين بريقها المشع، تمنحها صبغة شاعرية، بعد أن حاولت النسويات تحويلها لمنهج ميكانيكي ممل ومثقل بالشكوكيات. كله صراخ وشكوى. تأتي ياسمين تـُشهر الحب منهجًا، وتذيب الصخور من جديد.

تبذل النسويات جهدا وطاقة هائلة لانتزاع حقوقهن، يتبعن سياسة الحق والحق المضاد، يطالبن بالقوانين، ويحولن الحياة لساحة محاكمة ومرافعات، ولا ينلن سوى القليل. فيما لو تخلين عن منطق الصراع هذا واتبعن نهج ياسمين عز، لكانت مكاسبهن أضعاف مكاسب الرجال.

تؤمن ياسمين بالحب كقوة وسلطان يذيب كل قيود الوجود، وهذا النهج هو طريقة ساحرة، بل هو النهج الملائم لإدارة العلاقة بين الجنسين. وحين يغيب الحب، يرتفع صوت القانون، ويبدأ كل طرف بالتمترس بحثًا عن حقه. بغياب الحب فالبديل هو الأنانية. ولا عدالة يمكنها أن تنشأ من هذا التوتر المرهق. بل صراع بلا نهاية. تنسب ياسمين كل الفضائل للرجال، ليس تنازلا عن حقها ولا إلغاء لدورها المركزي في الوجود، بل كي ترتد فضائل الرجال كما لو كانت فضائل لهن. هذا السبيل، محاط بالمودة، آمن ومضمون. أظنها أمسكت بالشفرة وسوف يتمدد منطقها ويعيد التوازن لجموع النسوة المتوترات. سيصمد نموذجها وكل الصخب الرافض لما تقوله، سيظل مجرد لعب على الهامش.

كلمة أخيرة: كلما انخفضت قدرة الجنسين عن الحب ، تضاعف الحديث عن الحقوق والحريات، لا ينشأ النزاع إلا بين أرواح متجافية، بالمقابل الحب وحده هو الشفرة القادرة على ردم الهوة بين الرجل والمرأة، تلك الطاقة الموحدة بينهما، هي القوة الوحيدة القادرة على تعزيز اندماجهما، وتقليص التوتر بينهما في ميدان الحياة. حسم العلاقة بين الجنسين لن يؤتي أكله، بواسطة القانون. القانون ضئيل الأثر في هذه المساحة. لا يوجد قوة في الكون بمقدورها تقنين العواطف ورسم حدود منضبطة للتعاملات الروحية. إنها منطقة عصية ع الضبط بواسطة سلطة خارجية. وحده الحب، المودة الصادقة، ترياق لكل النزاعات. حينها يكون مجد الرجل كله، مجرد وسيلة لتوفير حياة هادئة للمرأة، سلطانه وقوته وذكاءه وما يملك، كلها مجرد أدوات لغاية واحدة، رعاية المرأة وتهئية الوجود للنسل القادم منها.

إذا تحول نهج ياسمين لسياسة معممة وراسخة، سيهدأ الرجل ويسجد بين ذراعي ياسمين، سيأتي إليها بحصاد عمره كله، يطرحه بين ذراعيها، بما في ذلك تنازله عن جزء من حقوقه، إكرامًا لهذه التي ألبسته حلة المجد، حد نفي ذاتها. وفي النفي اثبات كامل البراعة. حينها ستزدهر العلاقة بينهما لحدها الأقصى وينامان محاطان بالنور والسلام.

* صباح النسوة الذكيات، يا ياسمين عز. تعلمن منها يا بناتي.

محمد دبوان المياحي

x