استراحه محارب.. عن خوف الرجل من زوجته ..
الرجل القوي يخاف من زوجته. دعك من عنتريات المراهقين، هذه هي الخلاصة الوحيدة المُتفق عليها بين الحكماء في مختلف العصور. خوف الأقوياء؛ علامة تهذيب وبرهان نزاهة. لم أُصادف فيلسوفًا قط؛ انتصر في معركة العاطفة. كانوا جميعهم يستسلمون للهزيمة بخفة، بقناعة تامة ويتأملون المشهد بمرح.
مشكلة الرجال، هو عدم قدرتهم على الإقرار أن للنساء منطق مغاير، وأن ما قاله أرسطو ليس ملزمًا لهن. فيما عبقرية النساء تؤكد صوابيتها دومًا، دونما حجاج عقلي؛ تنجح المرأة في إثبات سرديتها دائمًا. بمنطقها الخاص.
للكلمات دلالة مختلفة لدى النساء عمّا يفهمه الرجل، لديهن شكوكية تجاه القواميس. أظنّ هنا يتجلى خيال المرأة الإبداعي. ترفض النساء الدلالات المشاعة للكلمات؛ ليس لكونهن مخلوقات لامنطقية؛ بل لأنهن يرغبن بتحرير الكلمات من معانيها الرتيبة. تلك فضيلة العاطفة وهي تُفجِّر اللغة وتُلهمك حرية جديدة للوعي بالعالم. هكذا يجب أن يفهم الرجل كل احتجاج عاطفي تبديه المرأة. غضب المرأة دعوة لاختراع علاقة جديدة بينك وبين نفسك وبينك وبين العالم. وليس الصراخ بأن المرأة مخلوق غير مفهوم. تململ المرأة، تذكير بأن الحياة أكثر اتساعًا من الرياضيات.
يخفق الرجل حين يتصرف مع المرأة بمنطق جامد طوال الخط. حتى لو كان أرفع صيغة منطقية ممكنة؛ يتوجب أن تظل صيغة مفتوحة للتطوير المتواصل. فالعلاقة بالمرأة تستدعي جاهزيتك للحضور، الحضور التام أولًا ، الحضور بمفهومه الروحي الكبير، ثم تنويع خياراتك بشكل لانهائي. العلاقة الحيوية بالمرأة، علاقة ابتكارية دومًا.
ما يشكو منه الرجال كثيرًا، حول نكد النساء، هي شكوى مضللة نتاج وعي كسول. فيما نكد النساء هو دعوة للوعي بحكمة غامضة، في سلوكيات المرأة حكمة حياتية شاملة. خافية. نعم؛ لكن التوصل لها ممكن؛ بقليل من الوعي يمكن للرجال أن يحيلوا استياء النساء لمورد مهم للحكمة. ومن يطوّر وعيه بالمرأة؛ يغدو رجلًا فائق الدقة في وعيه بالحياة.
خذ مثلًا:
ستصادف أنّ المرأة تحتج ضدّك أحيانـا حتى لو كان موقفك صائبًا، وبالطبع دونما شرح سبب اعتراضها. مباشرة عليك أن تستحضر كامل أرشيفك، فما حدث ليس اعتراض لامنطقي، هي لا ترفض الصواب؛ بل تُذكرك بحاجتك للنباهة، لربما أنّك تعاملت معها ببلادة في موقف أخر ولم تتقن الإصغاء لإشارة هنا أو هناك. هكذا تفيدك المرأة بتحسين إطار شخصيتك بالكامل. قد تكون جيدا جيدا في تعاملك معها، مثالي ربما. لكن هذا لا يكفي لانسجام تام بينكما. تحتاج للتحديق بصورة شاملة في طريقة إدارتك للحياة، حتى ذلك الجزء من حياتك الغير متصل بتعاملك معها؛ تحتاج العناية به. أؤمن بهذا التفسير، أؤمن بوجود تلافيف صغيرة لا ننتبه إليها ومتمسّك بأن من يتوصل لهذه الشفرة يحوز حكمة عليا. من يجتهد لفهم المرأة يُهئ المسرح لتفاعلات خلاقة ومثمرة. من يواصل تحرير هذه المناطق الملتبسة، يحمل بشرى بمنهج جديد للعلاقات، ينهي مساحة واسعة من التوترات بين الجنسين.
المرأة عاطفية. نعم. وللعواطف قوة برهانية تتجاوز كل منطق. والرجل الذكي هو من يملك الجرأة المعرفية للإعتراف بأن العقل ليس الأداة الوحيدة لفهم الوجود، أعني المرأة. يا للرجال المملون، يحولون كل شيء لموضوع للبحث والنقاش. لم لا يضحكون من أنفسهم وتنتهي القصة.
**حديث مرتجل وعابر.
مساء الحب يا شباب. بسم الله نعاود النشر. ♥️♥️
المياحي
إقرأ ايظا
