دور الصوفية في صناعة التشيع السني مقال للاستاذ الدكتور فؤاد البنا

دور الصوفية في صناعة التشيع السني مقال للاستاذ الدكتور فؤاد البنا



دور الصوفية في صناعة التشيع السني!*

أ.د.فؤاد البنا

هناك نزعة تشيع منتشرة داخل أكثر التيارات الصوفية الموجودة في إطار المذاهب الفقهية السنية الأربعة التي تشكل أهل السنة والجماعة، فقد وجدت هذه النزعة حاضرة في ثقافة الأتراك رغم أنهم أحناف، وعند الأفارقة في شمال وغرب إفريقيا رغم أنهم مالكية، كما هو الحال في نيجيريا التي تحتضن اليوم بضعة ملايين ممن انتقلوا إلى التشيع وأغلبيتهم الساحقة من الصوفية ولا سيما الطريقة التيجانية التي أسسها الشيخ أحمد التيجاني في المغرب في القرن الثاني عشر الهجري، مدعياً الانتساب إلى آل البيت مثل كثير من مؤسسي الطرق الصوفية!

ولأن أتباع المذهب الشافعي هم الحاضن الرئيسي للتيارات الصوفية وسط من يسمون بأهل السنة والجماعة؛ فإن ما نسميه بالتشيع السني يجد له بيئة خصبة بين أبنائه أكثر من غيرهم، وهذا واضح في اليمن وإندونيسيا وماليزيا وكردستان!

وللعلم فإن مؤسس أبرز دولة شيعية في التأريخ وهي الدولة الصفوية، وهو إسماعيل الصفوي، ليس فارسيا وإنما هو من أصل تركي، وينحدر من خلفية صوفية تنتمي تقليديا إلى المذهب الشافعي!

ثم إن أحد أسباب تحول الإيرانيين من السنة إلى التشيع هو القابلية التي صنعها التصوف الشافعي في إيران، فلقد كان أغلب سنة إيران ينتمون إلى المذهب الشافعي، ولا يستثنى منهم إلا إقليم بلوشستان الذي ينتمي سنته إلى المذهب الحنفي حتى اليوم!

وللأمانة العلمية فإن أتباع المذهب الحنبلي هم الأكثر بعدا عن التشيع، ومن النادر جدا أن تجد حنبليا تحول إلى الطائفة الشيعية، ويبدو لي أن السبب الجوهري في ذلك يعود إلى عدم وجود الصوفية موطئ قدم لها في هذا المذهب، ومحاربة أئمته للخزعبلات والخرافات الصوفية، وأولها تقديس مشائخ الطرق، والتبرك بالقبور، والاعتقاد بأن بشرا يعلمون الغيب بأي طريقة كانت!

يمكنك الانضمام إلى قناة أ.د.فؤاد البنا على التليجرام عبر هذا الرابط:

https://t.me/ProFB

x