جودت سعيد فيلسوف في زمن الغروب مقال رائع للاستاد احمد عثمان

جودت سعيد فيلسوف في زمن الغروب مقال رائع للاستاد احمد عثمان



جودت سعيد فيلسوف في زمن الغروب

رحل اليوم عن دنيانا المفكر العربي جودت سعيد

هذا عقل وقلم وفكر فريد ومتميز ينهل من زاوية فكرية خاصة به

يرى في اللاعنف قوة جبارة وحصينة و لم يرحل حتى رأى قوة الربيع العربي يبهر العالم وتتبخر امامه كل وسائل العنف ليسجل نموذجا لن يموت وسيعود حتما بدورة الايام.اقوى واثرى تجربة ولدوره في هذا المجال لقب بغاندي العرب لتبرز الى النور سلسة كتبه الذهبية منها

(مذهب ابن آدم الأول)

(حتى يغيروا ما بأنفسهم)

(فقدان التوازن الاجتماعي ..).

(العمل قدرة وإرادة)

كان جودت سعيد شديد التأمل.شغوف بالقرأة

يؤمن بأن القرأة سلم الكرامة الانسانية

فكان( اقرأ باسم ربك الأكرم ) من اهم.كتبه

وهو محق فالأمة التي لاتقرأ تغرق في وحل التخلف وطين الشقاء ونار الشقاق والعرب خير دليل على ذلك

بقى يدق ناقوص الخطر ويستنهض الامة للخلاص عن طريق التأكيد على ضرورة مغادرة الجهل مرددا

(تحت سنّ القلم يبرز المستقبل الإنساني)

داعيا الى السلام والحب والاتجاه اولا الى الاهتمام بالتفاصيل فقد كان يرى ان النهوض يبدا بإتقان التفاصيل فمن هناك يتعملق الفرد فتنهض المجموع بمفردات صلبة واعية توزع الحب وتنتج العلم

كان امتدادا لمالك بن نبي ومحمد اقبال في فلسفته ونظرته للحياة وعوامل النهوض الغائبة.

مات مشردا خارج وطنه (سوريا) كضحية لشيوع الكراهية وهيمنة الجهل و الفرقة وتغلغل الوهن الخاص والعام في امة لاتقرأ ولاتحتضن ذاتها لتموت عطشا على احواض المياه العذبة و فقرا على بحر من الثروات و حرقا بنار وقودها حطب الوادي العربي ذاته لصالح شذاذ الآفاق وهوام الارض

جودت سعيد الذي فارق الحياة و هو يصرخ بالامة ويكتب ضد خطر التخلف داعيا لعوامل النهوض بجواهر عقله العبقري محاولا دون يأس ان يدل عليها ليبدا.الصعودنحو سلم الحضارة لكنه يراهم وهم ينسحقون اكثر في غياهب الجهل ومستنقعات القذارة الفكرية والعتمة الروحية بسبب التخلف والجهل قائلا :

ان (وسائل النظافة الفكرية مجهولة في البلدان المتخلفة) لكنه كفيلسوف عظيم يرى النور في نهاية العتمة فيزرع البذار على تربة قبره مؤمنا ان النور سيشع يوما وان دورة الفلك لابد لها ان تتم و يكتمل وجه القمر وتبزغ.اجيال قادمة من وراء الافق تقرا وتحب العمل وتسلك الدروب ذاتها التي قضى المصلحون.حياتهم يحفرونها على وجه الزمن و باطن الارض فحتما حتما سيبزغ القمر وتشرق الشمس بضؤ مبهج ونور مشع وسنن الايام تقول بانه نور مختلف وواقع اخر فلكل يوم شمس وريح ودولة ورجال كما ان دوام الحال من المحال

رحم الله جودت سعيد

احمد عثمان

x