عن الموت والحب والمطر مقال رائع للاستاذ أحمد عثمان

عن الموت والحب والمطر مقال رائع للاستاذ أحمد عثمان



عن الموت والحب والمطر

يتسأئل البعض لماذا اكتب عن الموت هذه الإيام و ما الذي يجري ويطلب مني اخر التوقف عن هذا النوع من الكتابة من باب الحب والحرص والبعد عن التشاؤم طبعا

والحقيقة انني احب ان اكتب عن المطر والطفولة وخمرة الارض وعن الحياة والموت وحنين الرعد .

هذه مفردات اتناولها بشغف كلما صادفت سببا لها أو أحدها مثل نزول المطر أو لمعان برق أو اخضرار الروابي أو ذكرى الطفولة أو قابلت اشارة أو رعد من رعود الموت وبروقه سواء في شخصي أو اقربائي أو عند آخرين وكل هذا في سياق واحد ومتكامل للحياة

تقول لي فهمنا كل هذا لكن مادخل الموت محشورا بين هذه المفردات الجميلة التي تنضح بالبهجة والحياة؟!

اعتقد ان الحديث عن الموت يتسق تماما مع هذه المفردات بل هو اهمها على الإطلاق فهو الحقيقة البارزة واليقين ومن لايعرف كنه الموت لايعرف الحياة ومن لايحاول تسلق سور الموت عبر روافع روحية ليرى و يقترب من حقيقة الموت فلن يعرف الحياة كما ينبغي وسيعيش قلقا ينقصه اليقين وبطاقة ضعيفة ومهزوزة وقوة مرتعشة يسيطر عليه القلق والخوف من الناس ومن نفسه ومن الظروف ومن هوام الارض وطواغيته يخاف من هزة ريح ويفتجع من ظله

يقول خبراء البحار عندما تهب العواصف فأن الأمان هو الإبحار إلى العمق وليس الهروب إلى الساحل حيث تلتهم الأعاصير السفن ويكون الغرق الحتمي

الموت هو الوجه الأخر للحياة وهو العمق الذي يجب الإبحار فيه والتعامل معه كمفردة طبيعية للحياة الممتدة إلى ما وراء النجوم وخلف الشمس وذلك لكسب الأمان وحتى تتصرف في الحياة بحب لايعكره كراهية وتسامح لايعرف الأحقاد وسعادة لاتعرف القلق والإضطراب قريبا من لطافة الروح بعيدا عن كثافة الطين

عليك ياصاحبي الإقتراب من حقيقة الموت و فلسفته بقاعدة إيمانية تتجاوز الخوف الذي يحولك إلى مخلوق مذعور ومرتعش.

وعلى الإنسان أن يعيش في هذه الحياة كما ينبغي قويامرفوع الهامة مبتسما برضى يغالب الحزن مهما كانت الظروف وكما قال أحدهم( جنتي في قلبي وقلبي لايملكه الا ربي)

فيعيش حياته بطموح متجدد وبدون ذعر قويا صانعا للمعروف منتجا للحياة دون يأس أوخوف أو إحباط

وأعتقد أن افضل ما يعبر عن هذه المرتبة الإيجابية في صناعة الحياة وعمران الأرض متغلبا على عوامل الضعف متجاوزا كل التحديات والموانع والمواجع هو قول المصطفى صلى الله عليه. سلم (اذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها) هذا القول الجامع أمام موت الكون لايحتاج الى بيان أو شرح فقط يحتاج الى وقفة تدبر وتأمل لنرى بعض اسرار وومضات ووظيفة الموت وعلاقته بالحياة فالبيان هنا اظنه يشوش المعنى

هذه دوافع السطور ورسالة مابين السطور عن الموت والحياة وقوانين الزوال والخلود

احمد عثمان

x