في ختام مونديال قطر لنا وقفه

نظمت قطر بطولة إعجازية، تجاوزت إبهار كل من كانوا من قبل، وستستعصي لفترة من الزمن على الأقل على من سيأتون من بعد!

تحولت الصحراء إلى واحات خضراء، وكثبان الرمل إلى ملاعب خيالية وأبراج وناطحات سحاب..

في المناطق التي كانت مقفرة، لا يمر فيها أحد.. احتشد كل العالم

من يصدق؟ خلال فترة الاستعداد للمونديال، تم بناء مدن كاملة، وتجهيزها بكافة التجهيزات التي لا تقل عن أفخم مدن العالم.

كانت الميزانية الأكبر والأضخم في تاريخ استضافات المونديال..

لكن المال ليس كل شيء

الإيمان بالذات، الهدف الواضح، القيادة الشابة، التخطيط بعناية، التمويل السخي، العمل المدروس، استقدام المبدعين والمتخصصين من كل مكان، والاعتزاز بالهوية والثقافة والدين والتاريخ، كلها صنعت بطولة سيخصص لها التاريخ كثيرا من صفحاته!

حتى على مستوى أدق التفاصيل وأصغرها، فتحت قطر عينيها جيدا، وأظهرت اهتماما بالغا أوصل رسائل كثيرة وعديدة، لجهات مختلفة.

العالم كله بات يشكر قطر على هذه النسخة الاستثنائية، بعد أن كانت قوى كثيرة تحاول عرقلة الاستضافة القطرية لأهم بطولة عالمية.

تبقى الرياضة أحد أهم الأسلحة الناعمة للتأثير في وعي الناس في كل أرجاء الأرض، وخلال هذه البطولة تمكنت قطر من تغيير الصورة النمطية عن الإنسان العربي..

الصورة التي لطالما سخرت أطراف غربية كل الإمكانات لتشويهها، وتلطيخها بالسواد.

رأى العالم الإنسان العربي طيلة عقود كثيرة من خلال زوايا تصوير السينما الهوليودية

لكنه حين جاء إلى أرض العرب، شاهد ورأى واستمع، وعاش الحدث كاملا..

ودون الولوج في التفاصيل أكثر، وبغض النظر عن الاختلافات في ما كان وما كان مفترضا أن يكون، هناك إجماع عالمي على أن قطر صنعت الحدث بجدارة، وأرسلت رسائل كثيرة بخفة وأناقة، وألقت بحمل ثقيل جدا على كل من يفكر في تنظيم البطولة مستقبلا.

#شكرا_قطر

طارق فؤاد البنا