أمام فرنسا هل يستكمل المنتخب المغربي فتح الأندلس مقال رائع للدكتور كمال البعداني

أمام فرنسا هل يستكمل المنتخب المغربي فتح الأندلس مقال رائع للدكتور كمال البعداني



امام فرنسا هل يستكمل المغرب فتح الأندلس ؟

د كمال البعداني

في السنة الثانية والتسعين للهجرة ومن مدينة ( سبتة ) في المغرب العربي وبتكليف من والي افريقيا ( موسى بن نصير ) انطلق سبعة آلاف مجاهد بقيادة القائد الإسلامي الفذ طارق بن زياد نحو ارض الأندلس ، انطلق طارق بجيشه عبر البحر واستراح على جبل صخري سمي فيما بعد ب ( جبل طارق ) بكل لغات العالم ، كما عُرف المضيق كذلك بمضيق جبل طارق وكان اسمه من قبل مضيق ( بحر الزقاق ) وهذه مكافأة دنيوية لطارق بن زياد قبل ثواب الآخرة . وقد قُدر لهذا العدد ان يغير وجه التاريخ في تلك البلاد ، ففتح طارق بهذا الجيش جنوب الاندلس ووسطها وبعد عام واحد لحقه القائد الداهية المجاهد العابد والي افريقيا ( موسى بن نصير ) على رأس جيش مكون من ثمانية عشر الف مجاهد معظمهم من التابعين وصحابي واحد هو ( المنيذر الإفريقي ) رضي الله عنه وقد ضم هذا الجيش ثلاثة آلاف وسبعمائة مجاهد من ابناء اليمن فيهم التابعي الجليل ( حنش بن عبد الله الصنعاني ) الذي اُطلق عليه ( مهندس المساجد ) ، فهو الذي كان يضبط قبلة اي مسجد يتم تأسيسه ، عمل موسى بن نصير وكان عمره آن ذاك ( 74 عام ) لكنه يحمل هم هذا الدين عمل مع طارق بن زياد على استكمال الفتح وتأسيس دولة عظيمة اسمها دولة الأندلس وتشمل ( اسبانيا والبرتغال ) حتى ذلك الوقت ، وكان فتح الأندلس في عهد الخليفة الأموي ( الوليد بن عبد الملك بن مروان والذي اعطى الموافقة لموسى بن نصير بذلك . وقد امتدت دولة الاندلس بعدها لتشمل كذلك ( جنوب فرنسا ) وكان من اشهر القادة الذين عبرو جبال جنوب فرنسا هو القائد اليمني الشهير ( السمح بن مالك الخولاني ) وكان والياً للأندلس فقاد الجيش بنفسه واستشهد بجنوب فرنسا في في الثامن من شهر ذي الحجة يوم ( التروية ) سنة (102 ) للهجرة . فاتفق الجيش الإسلامي هناك على ان يحمل الراية بعده وولاية الأندلس القائد اليمني المعروف ( عبد الرحمن الغافقي ) وهو ايضا من التابعين وقد تولى امر الاندلس مرتين ، وهو الذي قاد معركة ( بلاط الشهداء) الشهيرة سنة 114 للهجرة ولو انتصر المسلمون فيها لتغير وجه ( أوروبا ) لكنهم واجهوا جيش ضخم حشده ( بابا الفاتيكان ) من كل مكان بقيادة القائد الفرنسي ( شار مارتل ) وكان يأتيهم المدد تابعا فالمعركة لم تكن بعيدة عن ( العاصمة باريس ) بينما الجيش الاسلامي يبعد عن (قرطبة ) عاصمة الدولة الاسلامية في الاندلس مسافة تزيد عن (الف كيلو متر ) . استشهد الغافقي في هذه المعركة وانهزم الجيش ، ومع سقوط الدولة الاموية في المشرق العربي على يد بني عمومتهم من العباسيين عام 132 هجرية الذين استطاعوا بسط سيطرتهم عل كل ما كان يحكمه الأمويون ماعدا ارض الأندلس فقد وصل اليها هاربا عام 137هجرية صاحب الهمة العالية والطموح الكبير الامير الاموي الشاب عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، والذي سُمي ب ( عبد الرحمن الداخل ) كما اطلق عليه الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور لقب ( صقر قريش ) وقد استطاع هذا الشاب ان يقضي على كل منافسيه واسس دولة اموية قوية في الاندلس كان يرهبها الجميع ، استمرت بعد وفاته مابين قوة وضعف حتى تولى امر الأندلس عام 368 من الهجرة القائد اليمني ذائع الصيت / محمد بن ابي عامر المعافري المعروف بالحاجب المنصور وقد دخل جده ارض الاندلس ضمن جيش طارق بن زياد . بلغت الأندلس في عهده اوج قوتها وعظمتها من كل النواحي . خاض المنصور خمسين معركة ، ولم تهزم له راية واذل ملوك أوروبا ووطئت قدماه مالم تطأه قدم مسلم قبله . ومات رحمه الله في ارض الجهاد عام 392هجرية . وتولى الحكم بعده ابنه عبد الملك لمدة ست سنوات وبعد وفاته ضعفت الدولة وبدا ماسمي بعصر ( ملوك الطوائف ودويلاتهم ) وتمزقت الأندلس بين الأمراء ودخلوا في صراع واخذ كل حاكم منطقة يتحالف مع الصليبيين ضد خصومه من المسلمين ، تناقصت مساحة الدولة الاسلامية في الاندلس عام بعد آخر وهي التي تركها ( الحاجب المنصور ومساحتها تزيد عن (ستمائة الف كيلو متر ) اكبر من مساحة دولة اليمن ، وهكذا حتى كان الخروج النهائي من ارض الاندلس في شهر يناير عام 1492م الموافق 897هجرية بعد ان حكموها ما يزيد عن ثمانمائة سنة . وشيدوا فيها حضارة لا زال العالم يتحدث عنها الى اليوم . ولكن الصراع على السلطة وحب الدنيا والبعد عن الله وعدم النظر الى المستقبل وحساب العواقب هو الذي ضيع الاندلس ويضيع اي بلاد يدخل اهلها في صراع على نفس النهج الاندلسي ،، تذكرت كل هذا وانا اتابع مباريات منتخب المغرب العربي في كأس العالم ضد دولة الاندلس التي كانت تتكون من ( اسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا ) لقد كان الانتصار على اسبانيا والبرتغال وبقي فرنسا ان شاء الله ، لا بد من استغلال هذه المناسبات من اجل تذكير الأمة بما ضيها العريق ، وتذكير ابناء اليمن بالذات بماضيهم المشرق وقادتهم العظام من

اجدادهم الذين حملوا رايات الفتح من مطلع الحكمة في اليمن الى مغرب الشمس حيث وقوف عقبة بن نافع على بحر الظلمات ، وواصلوا حملها الى ارض الاندلس وجنوب فرنسا حيث يرقد الكثير من اجدادهم منذ مئات السنين هناك في سلسلة جبال البرنس بين اسبانيا وفرنسا ، كما يرقدون هناك في ( بواتيه ) بالقرب من باريس حيث جرت معركة بلاط الشهداء ، الغالبية لا يعرفون عن مدينة برشلونة الا ان منها فريق ( البرشا) الرياضي ولا يعرفون ان الاسلام قد حكمها اكثر من مئة عام بعد ان فتحها القائد اليمني ( محمد بن ابي عامر المعافري ) . ويتحدثون عن كرستيانوا اللاعب البرتغالي الدولي ولا يعلمون ان ( لشبونة ) عاصمة البرتغال ظلت تحت حكم العرب ما يقرب من اربعمائة عام . وكان من ضمن ولاتها عشرة من ابناء اليمن ، اننا نفرح بإنتصار ات الفريق العربي المغربي فلعل عقول حكام العرب تستفيد مما صنعته اقدام شباب العرب في دوحة العرب ..#كمال_البعداني

x