باستضتها لمونديال كأس العالم 2022 اكتملت القوة الناعمة لقطر، بعد أن رسخت مؤسساتها الإعلامية والثقافية، في إطار تحقيق أهداف سياستها الخارجية.
هذا الانجاز الكبير لدولة قطر يمنحها قوة كافية للاسهام في السلم والتنمية وما يمثلانه من أهمية على المستوى الإقليمي والدولي، فالرياضة كما هي وسيلة اتصال بين الشعوب والثقافات، فهي أيضاً مصدر اقتصادي يسهم في عملية التنمية.
أثبتت الدوحة فاعليتها في محيط متصحر كثرت مشكلاته وتكاثرت الأطماع فيه، وسيكون لزاماً على سياستها الخارجية تسويق أجندة السلام وترسخها في هذه المنطقة غير المستقرة، وذلك بما تفرضه عليها العلاقات الديمغرافية والجغرافية والثقافية والاجتماعية، خاصة وأنها في الجزيرة العربية، وضمن إطار الجزء الجنوبي منها، حيث تشتعل الحرب التي طالت الجميع وآن أوان إخمادها.
من البديهي القول أن الرياضة اليوم تشكل وسيلة من وسائل تحقيق أهداف السياسة الخارجية للدول، ولا شك أن قطر يهمها تغيير صورة الجزيرة العربية، وصورة العرب في العالم، متجاوزة كل من يريدون تشويه العرب والابقاء على الصورة الذهنية النمطية التي صنعها الإعلام المعادي لكل ماهو عربي.
بإمكان خارجية الأمير تميم - القادم من الربيع- بناء علاقات دولية ليس لقطر فحسب وإنما للعرب بشكل عام، لذا على كل العرب ألا يفوتوا هذه الفرصة التي لن تتكرر بسهولة، وأن يثبتوا أن هذه الأمة ذات حضارة ورسالة إنسانية عريقة وليسوا مخزون نفط، ولا بؤرة صراع ديني وطائفي، وإنما مهبط الرسالات ومحط القيم. وعليهم جميعاً الاحتفاء بهذا الانجاز القطري وإعادة التفكير كأمة وكتلة واحدة لها علاقاتها ومصالحها المتبادلة مع العالم.
تحية لأهلنا في قطر حكومة وشعباً، وتحية لجمهور الرياضة وعشاقها وصناع زخمها الكبير الذي يطغى اليوم على ما سواه، فليكن موسماً ممتعاً لهم ولتنعم المنطقة بالسلام.
بالتوفيق لمنتخباتنا العربية المشاركة في المونديال.
مونديال_قطر_2022
كأس_العالم
مونديال2022 قطر
مونديال كل_العرب
فيصل علي