و نسيا حوتهما :
توقفت عند هذه اللفتة في الآيات التي تروي قصة كليم الله مع العبد الصالح الخضر
موسى الكليم اصطاد سمكة للغداء و نسيها في مكان ما أثناء مسيره و عاد باحثًا عنها ليقابل سيدنا الخضر الذي علمه و علم البشرية دروسًا إلى يوم القيامة
لماذا ذكر الله عز و جل حادثة نسيان السمكة و كان من الممكن تجاوزها لأنها ثانوية و يذكر الجزء الهام مباشرة و هو لقاء موسى النبي بالعبد الصالح ،،،
لكن ذكر تلك الحادثة ذو دلالة تتفق مع سياق الآيات في القدر و الثقة في تدبير الله عز وجل
حتى الحوادث الصغيرة العابرة في حياتنا-نسيان الغداء- هى أمور قدرية منسوجة بدقة شديدة في حياتنا و مقصودة و مبني عليها أحداث قد تغير حياتنا
قدر الله و إن تأخر فهو خير مثل جدار الصبيين ، ان يدركا الحكمة و يستخرجا خبيئتهما إلا بعد زمن يبلغا فيه أشدهما
و قدر الله إن بدا قاسيًا يحمل الخير أيضًا مثل قتل طفل لأبوين شيخين كبيرين حتى و إن خفا عليهما حكمته فهما لن يعلما أن ابنهما لو عاش لطغى عليهما و جحد فضلهما عليه
و قد يعلمك الله عز و جل الحكمة الكامنة في تدبيره عاجلًا مثل سفينة المساكين الذين يعملون في البحر و الذين أدركوا حكمة الله عز و جل بنجاة سفينتهم من سلبها من الملك الظالم فعلموا أن خرقها أنجاها و قد تخفى الحكمة أبدًا كمثل حكمة قتل الغلام
الخلاصة ؛ أقدار الله عز و جل و إن كان ظاهرها غير سار أو خفت الحكمة منها فهي قطعا في صالح العبد