تعز وحديث المدينه بقلم الاستاذ محمد عبده هزبر

تعز وحديث المدينه بقلم الاستاذ محمد عبده هزبر



تعز ... وحديث المدينة .!؟

بقلم / محمد عبده هزبر

مهما كانت القوة فإن قوة الله فوق القوى، وقوة أصحاب الحق من هذه القوة مستمدة، وإن استعان الباطل وجلب، فزبد ذاهب ورعد صحو صاخب .

إن ظن الطغيان ظهوره فقد كسر ظهره من استعان بالله وحده واعتصم به، إنه ثبات الشجعان الأوفياء الذين عرفوا معنى الشهادة في سبيل الله، هؤلاء هم القلة المؤمنة التي نذرت ألا تنكسر وتنزهم، بل تنتصر وتنتصر بفضل الله القائل { سيهزم الجمع ويولون الدبر } .

إنها تعز برجالها تبطل ما يأفكون من سحر وكيد وتآمر، وكلما ظن المجوس أنها ركدت وهدأت، تفاجأ بالمستحيل أمامه، لقد اهتزت واربت، فحادي حداها رسالة السماء، والله مولاها ويرعاها، يخرج رجالها بمجرد التلويح بالإشارة .

شهداؤنا أوسمة على جباهنا، أعلام نور ترفرف في أعماق قلوبنا، بهم يفتخر الزمن ويزدهر المكان وتفوح الشذى في الأركان، بهم نعتلي المجد ويتلألأ الكون وتشمخ الهامات شماريخ العلى، بإصرارهم وتضحياتهم ذقنا أسمى معاني الحرية، وطردنا تذلل الذليل بين يدي اللئيم العبد .

إن جنود جيشنا الوطني الذي تشكل من رحم المأساة وشدة المعاناة، علَّم جيوش السلطان والمال والخرافة، قيمة الكلمات التي آمن بها - الله الوطن الثورة الوحدة الجمهورية - ويموت دونها، وليس له شبيه إلا سحرة فرعون لما آمنوا تركوا كل شهوات المال والجاه والمنصب والقرب، ولم يُسمع منهم بعدها إلا ذلك الإعلان على الملأ { فاقض ما أنت قاض، إنما تقض هذه الحياة الدنيا }، إنها بشاشة الإيمان .

ونحن نردد صباح مساء، إن كان ورثة الباطل بسواعده المختلفة يظنون أنهم سيقطعون أنفاسنا، فعهد علينا أنا سندك أوكارهم ونقطُِع أجسادهم ونفصل رقابهم، وما قيمة الحياة مع الذل والهوان والضعف والانكسار، وللعلم فالحق يحشد أجناده ليوم الفصل وهو قريب، وليكن في العلم أن أهل الحق لا يؤمنون بقيمة العدد والعدة، بقدر إيمانهم بقدرة الله وعمل المستطاع في الطريق الصحيح الذي سار فيه من سبق من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان .

هنيئا لكل شهيد عانق القدر وكتب اسمه في سجل الظفر، وردد مع كل سير الله أكبر الله أكبر، هنيئا لمن اصطفاه الله في مواقع النزال والقتال وهو يدافع بكل قوة عن دينه ووطنه ونفسه وعرضه وماله، هنيئا لمن أكرمه الله بالحور العين ورفقة النبيين، لتفرح الأمهات والآباء مع الأسر بمثل هؤلاء، فعلى مثلهم لا تنزل دموع الحزن، ولكن دموع الفرح مكللة بالزغاريد والشكر لله صاحب المنّ .

x