(المسجد الكبير) في بلدة السموع بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط بلدة السموع التابعة لمحافظة الخليل التي تستوطن جنوب الضفة الغربية في فلسطين المحتلة سنة ١٩٦٧م.
تأسس هذا المسجد في عام ١٩٥٠م، ويعد ثالث أقدم مسجد في بلدة السموع، أي أن عمره ٧٣ سنة، لكنه لم يبق على حاله الأول بل جرى توسيعه وإعادة بنائه مرتين، بحيث صار بهذا الحجم وهذا المظهر!
يبلغ عدد مساجد السموع ٢٣ مسجدا، وهو عدد كبير نسبيا بالنسبة لبلدة فلسطينية؛ ذلك أن سكان البلدة يصلون إلى حوالي ٢٦٠٠٠ نسمة. وبمتابعة أحوال هذه المساجد يتضح أن مسجدنا هو أكبرها اسما ومسمى؛ فهو يجثم على مساحة عريضة من الأرض، ويتكون من طابقين فسيحين يشتملان على مصليين للرجال والنساء، ويتسع مصلى الرجال لأكثر من ١٠٠٠ مصل، ويتبعه دار للقرآن الكريم يقوم بتخريج أعداد من حفظة القرآن ممن يُفترض أنهم قد فقهوه وصاروا متخلقين بأخلاقه ودائرين في فلكه، ويمتلك المسجد مواضئ وحمامات ومواقف للسيارات.
وبلا شك فإن المسجد يضطلع برسالة تعليمية واجتماعية نحو أهالي البلدة، من خلال مختلف الأنشطة التي يمارسها القائمون عليه، وفق ما هو ممكن تحت سقف الحرية المنخفض في الضفة الغربية!
بني مسجدنا هذا من الحجر الأبيض بجهود ذاتية من قبل أهالي البلدة، وجرى تصميمه وفق طراز إسلامي معاصر مع شيء من التميز الذي أبدعه خيال المهندس المعماري، كما يظهر في المئذنة التي جمعت بين عدد من الأبدان المتسقة مع بعضها، ورغم أنها لا ترتفع عن سطح المسجد إلا بمقدار بسيط، إلا أنها كبيرة الحجم وغنية في نقوشها وزخارفها الأنيقة!
