مسجد (أبو بكر الصديق) في بلدة مجد الكروم بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في قلب حي مزدحم بوسط بلدة مجد الكروم التي تستوطن منطقة الجليل الأعلى بشمال فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م.
ويروى بأن تأريخ المسجد يعود إلى العهد الروماني، حيث ذهب البعض إلى أنه كان كنيسة، وبعد الفتح الإسلامي للمنطقة هُدمت الكنيسة وتحولت إلى مسجد، وتم إعادة بنائه وترميمه من جديد، حتى أن من يرى صورته الآن يظن أنه من المساجد الجديدة!
ومهما يكن الأمر فإن المسجد يعد أهم رمز تاريخي تفخر به هذه البلدة الجميلة، رغم أن التجديدات المتتابعة قد قضت على عتاقته وانتقصت من قيمته الأثرية، وفي التجديد الأخير للمبنى أضيفت له مئذنة عصرية وأدخلت عليه كافة وسائل التكنولوجيا المساندة.
ومسجدنا هذا واحد من أربعة مساجد تتوزع على أحياء هذه البلدة التي يبلغ عدد سكانها حوالي ١٦٠٠٠ نسمة، وهي: النور، الهجرة، لبابيدي، وأبو بكر الصديق. ويبدو أنه الأكبر بين هذه المساجد، فهو يجثم على مساحة عريضة من الأرض ويتكون من ثلاثة طوابق فسيحة تتضمن قاعة رئيسية لصلاة الرجال وقاعة أصغر لصلاة النساء، ومواضئ ودورات مياه، ولم نجد ما يفيد عن توفر مرافق تعليمية وإدارية في هذا المسجد، ونظرا لحجمه الكبير فمن المرجح وجود مثل هذه المرافق.
يتكون المسجد من مبنيين متلاصقين، ومن الواضح تماما أن المبنى يجمع في تصميمه وبنائه بين الأصالة والمعاصرة، وأنه يتمتع بحظ وافر من الجمال المعماري والفني، وله واجهة جميله تزينه بجانب القبتين اللتين تقبعان فوق سطح المبنيين وتم طلاؤهما باللون الأخضر لما لهذا اللون من رمزية في الأدبيات الإسلامية، ويزدان بمئذنة باسقة ذات شكل مسدس وثلاث شرفات أنيقة وذروة بديعة!
