#مسجد (البيك) في مدينة نابلس بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط البلدة القديمة بمدينة نابلس، وبالتحديد في زاوية التقاء شارع النصر مع شارع الشواية.
بني في العهد الأيوبي وأعيد تجديده في العهد العثماني من قبل إبراهيم طوقان الجد الأول لأسرة البيك، وذلك في عام ١١٥٨هـ/١٧٤٥م، بمعنى أنه اكتسب اسمه من لقب العائلة التي حافظت عليه وقامت بتجديده وتوسيعه، وكان قبل القرن السابع عشر يسمى مسجد العين نسبة لعين الماء التي بني بجانبها، بحسب بعض الروايات.
ومر بأطوار إشراق وضمور طيلة قرون مثل كل المساجد، وفي عام ٢٠٠٢م قامت سلطات الاحتلال باجتياح المدينة بأكثر من ٤٥٠ آلية عسكرية، وهدمت أثناء المعارك ضد المقاومين جزءا من المسجد، لكن بلدية المدينة وبتمويل من أخيار المدينة أعادت بناء ما هدمه الاحتلال وتجديد بقية المبنى وإضافة بعض الغرف كعيادات صحية، وتم افتتاح المسجد من جديد في عام ٢٠١٠م.
يعد هذا المسجد من المساجد الكبيرة في نابلس، حيث يمتد على بضعة دونمات، ويتكون من طابقين واسعين، ويقع المصلى الأساسي في الطابق الأول (الأرضي) ويتسع لعدد كبير من المصلين، وقلل منهم الحجم العريض للأعمدة التي تحمل السقف عبر عقود مقوسة، أما الطابق الثاني فيشتمل على عدد من الغرف التي كان ينزل فيها طلبة العلم وحفاظ القرآن، وصارت بعد تجديده الأخير مصلى نسائيا، وأضيفت بجانبها عدد من العيادات الصحية الخيرية.
وللمسجد حضور فاعل في ميادين التثقيف والتثوير، وكان خلال اجتياح الاحتلال للمدينة عام ٢٠٠٢م قد استخدم كمشفى ميداني لمعالجة الجرحى، واحتضن جثامين عشرات الشهداء لأكثر من أسبوعين بسبب حصار الغزاة!
بني المسجد وفق الطراز المعماري الأصيل في تراث هذه المدينة خاصة وفلسطين عامة، ويتزين بمئذنة مدورة ذات شرفة واحدة، وبقبة مرتفعة ذات لون أخضر، وكأنها تتشبه بقبة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة!