#مسجد (صلاح الدين) في مدينة سخنين بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي الغدير بجوار مدرسة الغدير، وذلك في المنطقة الشمالية من مدينة سخنين العربية التي تستوطن وسط منطقة الجليل بشمال فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م.
بني مسجدنا هذا بجهود أهالي الحي وتبرع الخيرين منهم داخل المدينة وخارجها، وقد جرى افتتاحه يوم ١٣ يوليو ٢٠٠٧ بحفل كبير حضره المئات من أبناء المدينة ومسؤوليها.
وما فتئت إدارة المسجد تجتهد في إقامة فعاليات وأنشطة متنوعة ذات صلة بوظائف المسجد المعروفة في الرؤية الإسلامية وبما يسمح به سقف القوانين التي سنّها المحتل، وبسبب أنشطته في بعث الوعي وسط المسلمين وأنشطته الاجتماعية لتوحيد صفوفهم، فقد حاول مستوطنون عديدون إحراق المسجد مرات عديدة، كما حدث في أبريل عام ٢٠١٦م وأبريل ٢٠٢٣م، لكن الأهالي نجحوا بتوفيق الله وتآزرهم في التصدي لهذه المحاولات وإفشالها!
وللعلم فإن مسجدنا هذا واحد من سبعة مساجد تحتضنها هذه المدينة التي يصل عدد سكانها إلى ٣٣ ألف نسمة وتبلغ نسبة المسلمين من هذا العدد حوالي ٩٥%، وهذه المساجد هي: المسجد العمري، مسجد النور، مسجد الرويس، مسجد السلام، مسجد أبو بكر الصديق، مسجد صلاح الدين، المسجد الصوفي.
ورغم أن مساجد هذه المدينة السبعة كلها جميلة بالفعل، غير أن جمال مسجدي أبي بكر الصديق وصلاح الدين شديد التميز، فتصميم مسجدنا هذا حديث جدا لكنه لم يغفل أيا من مقومات العمارة الإسلامية المبهرة، كما نرى في القبة والمئذنتين والمنبر والمحراب، ويأخذ المبنى شكلا مسدسا أنيقا بحجارته البيضاء والمنحوتة بصورة مثيرة!
يزدهي المسجد بقبة ضخمة تسقف أغلب مساحة المصلى الرئيسي، وقد تم طلاؤها بلون أخضر مثل قبة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، مع تزيينها بسلسلة من النوافذ الصغيرة لكنها كثيفة ومتقاربة، وتقوم على قاعدة نادرة في تصميمها المائل وتصنيعها بنوافذ كبيرة على شكل مثلثات!
ويتجمل المسجد بمدخل أنيق ومئذنتين رائعتين، حيث تستقيم كل مئذنة على قاعدة رباعية سميكة بحجم غرفة صغيرة، ثم يأخذ الجزء الأكبر منها شكلا دائريا تنفتح منه شرفة حسنة، وتتزين قمتها بذروة نحاسية على شكل شعلة!
ويمثل الجانب الداخلي من المسجد تحفة فنية مذهلة، بكل ما يزخر به من نقوش وزخارف بالغة الروعة وخطوط عربية بديعة، وثريا ضخمة تتدلى من السقف بطريقة جذابة، ومناظر الصور أشد إيضاحا من حروف الوصف!
