مسجد (جنين الكبير) أو (فاطمة خاتون) في مدينة جنين بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة جِنين بشمال الضفة الغربية في فلسطين المحتلة عام 1967. ويسمى أيضا من قبل البعض بمسجد فاطمة خاتون التي قامت ببنائه.
يعد مسجدنا هذا من أبرز المساجد التأريخية التي تحتضنها فلسطين قاطبة؛ فقد بنيت نواته الأولى عند الفتح الإسلامي للمدينة سنة 15هـ الموافق 636 للميلاد، لكنه ظل صغيرا طيلة قرون. وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، وبالتحديد في عام 1566م، مرت من المدينة فاطمة خاتون ابنة محمد الأشرف ابن السلطان قانصوه الغَوْري، وكانت حينئذ زوجة الصدر الأعظم البوسني لالا مصطفى باشا، ورأت الجمال الطببعي للمكان وأهميته كملتقى للمسافرين فأمرت بهدم ذلك المسجد الصغير وبناء مسجد كبير يتضمن مصليات ومكتبة واستراحات للمسافرين، فكان هذا المسجد الذي استغرق بناؤه أكثر من عامين من العمل الجاد، وأوقفت لصالحه الكثير من الأراضي، وهذا يعني أن عمر هذا البناء بشكله القائم قد تجاوز أربعة قرون ونصف.
ويبدو أن هذا المسجد أكبر مساجد مدينة جنين اسما وفعلا؛ حيث يتمدد على مساحة إجمالية تبلغ ثلاثة دونمات وربع، وتبلغ مساحة المبنى المسقوف نحو 1000 م2، ويشتمل على مصلى كبير يتسع لعدد غير قليل من المصلين، وعلى مكتبه كبيرة تزدان بأكثر من أربعة آلاف كتاب في مختلف علوم الشريعة والعلوم الخادمة لها.
وقد لعب المسجد دورا كبيرا عبر قرون وما زال في بقاء الوعي الجمعي في حالة من اليقظة، مع الاختلاف النسبي بالطبع من عصر إلى آخر، ومن المعلوم أن جنين لعبت دورا كبيرا في مقاومة الغزاة السابقين واللاحقين بفضل مساجدها، ويأتي في مقدمتها هذا المسجد الذي بقي كبيرا بمبناه ومعناه مستحقا وصف الكبير!
يتزين المسجد بمئذنة حسنة التصميم ويزدان سقفه بعدد من القباب التي تتفرق في حجمها وأماكنها وتتحد في لونها وشكلها!