فتافيت ذكريات من سيرة الزمان والمكان والإنسان في سيرة علم من أعلام اليمن الشيخ عبدالعزيز الدبعي

فتافيت ذكريات من سيرة الزمان والمكان والإنسان في سيرة علم من أعلام اليمن الشيخ عبدالعزيز الدبعي



فتافيت ذكريات من سيرة الزمان والمكان والإنسان ||🔳

▪️علمٌ من أعلام اليمن ، ورمز من رموزه الكبار ..

قامة علمية إجتماعية وازنة ، وقيمة وطنية نضالية .. ذات اسهامات مقدرة وبصمة يشهد بها القاصي والداني ، ومن يتفق .. والمختلفون

داعية مقتدر ومربي فاضل وموجه حكيم وذو فراسة لا تخيب

صاحب رأي حازم وموقف حاسم وروح تتقبل الإختلاف والتنوع

بسيط في منتهى البساطة وفي غاية التواضع

#يوم يكتب تاريخ اليمن المعاصر ومسيرة العمل الإسلامي بأقلام موضوعية منصفة سيحجز للرجل فصلاً بارزاً فيه كشخصية مخضرمة ولدت في زمن الإمامة ، وعاصرت زمني الاستعمار والاستقلال وشهدت ولادة الوحدة وما قبلها وما بعدها .. ولا يزال على رأس واجباته يصحو قبل صياح الديكة ، وغبش الفجر ..

الرجل الفجري - رجل الفجر الأول - كما عرفته منذ طفولتي الأولى

- حفظه الله وبارك في عمره وعمله ورزقه الصحة والعافية .. وراحة البال

▪️عاش الزمنيين - نقصد بهما - " الزمن العدني " و " الزمن التعزي " - لو تصح التسمية - ورصيده وافر وسيرته المباركة ومسيرة حياته الممتلئة - في عدن وفي تعز - وإسهاماته في وضع مداميك العمل الاسلامي الجماعي بلافتته السلفية ، وتأسيس بنية النشاط الإجتماعي الخيري ، وفي المسيرة التعليمية والتربوية منذ منتصف القرن العشرين

وقد أحدث تأثيراً على الرغم من تحاشيه مناطق الاضواء وبؤر الاهتمام .. وبعده عن ذلك

الرجل يفر من الأضواء فرار العاقل من الأسد

▪️أحدثكم عن الرجل الذي صنع تياراً وازناً وقاد فعل إسلامي مؤثر وتجربة دعوية وخيرية وتنموية كبيرة ثم هو لا تكاد تميزه عن غيره

💗 إني أحدثكم عن شيخي وأستاذي وأبي الشيخ : عبد العزيز بن عبدالله الدبعي

رجل من زمن الناس الطيبين

من فك بأنوار علمه مغاليق عقلي ، ومن تمرنت حواس العطاء عندي من فيض عطائه - وكمان - من شبعت معدتي من بركة مائدته ، حين كان يصطحبني معه الى منزله

ومتقوليش ..

يارجل .. مذاق صحن الكبدة الذي كنتُ أتناوله - قبل نصف قرن أو يزيدون - لا يزال يستوطن طرف لساني وجناني

أمممممممم

الشيخ عبدالعزيز .. أول مربٍ لي

ومدين له

ودينه يطوق عنقي الى يوم أن ألقى الله

▪️فهدا الرجل المبارك يوم وعيتُ نفسي .. عرفته ، ويوم عرفته وعيت نفسي .. ووعيت دوري في الحياة

[ هو الوجه الآخر لأخي الأكبر - والدي حين رحل والدي - شقيقي : حميد سعيد بن سعيد " أبو محمد " .. رفيق درب الشيخ الدبعي .. شقيق النضال ، وتوأم الروح ]

هو جزء لا يتجزأ من تفاصيل حياتي ، وبعض من تاريخي وزمني الأول ..

وأكثر من ذلك فهو بعض من ريحة عدن وذكرياتها .. ومن زمن الناس الطيبين

أممممممم

ياسلاااااااااااام سلم

كنتُ طفلاً .. يومها

#وإن كنتُ نسيتُ فلم ولن أنسى حين اختلى بي شيخي الجليل جانباً أمام دكانه - عمارة الشيباني قريب من مسجد الهاشمي - عشية مغادرتنا عدن ناجين بجلودنا صوب تعز

أتذكره وهو يودعني هامساً في أذني بنصائحه الثمينة ويشجعني على مواصلة طلب العلم الذي كنت منخرطاً فيه بحلقة المسجد .. في مسجدنا المبارك مسجد زكو

ومن باب التحفيز والتشويق أكثر - أتذكر جيداً - ذكرني بالاناشيد الإسلامية

وكان مسجد زكو - مسجد العبادي - هو عالمي الفسيح وهو بيتي الثاني وهو حافتي ومدرستي وملعبي ومدينتي - بالطبع - مع حافتي ومدرستي وملعبي ومدينتي

أحدثكم عن الفيحاء مدينتي الحبيبة ( مدينة الشيخ عثمان - عدن )

المسجد على مرمى حب من منزلنا - بالغ التواضع - وبضع خطوات لا تزيد .. في حافتنا - حافة المقطري - شارع طرابلس

ويمكنك أن تسميها - ولا حرج عليك - حافة زكو

( قبل أن ننتقل لاحقاً لحافة القريشة / المصعبين - شارع الحرمين )

كان المسجد مكون محوري في تكويني وصناعة شخصيتي .. وهذا مصدر اعتزازي وفخري

على ضعف وفقرٍ عندي وتقصير وركاكة ، وذنوب تثقل كاهلي

انا الفقير إليك يارب

وأنت عني عني .. غنيّ

والضعف فيَّ فيَّ اصيلٌ

وأنت ربٌ ربٌ قوي

♥️ وكان أبي - الذي لم اعرفه جيداً ، أحسبه - والله حسيبه - أحد السبعة الذين جاء ذكرهم - في الحديث الصحيح - ممن يظلهم الله - اللهم آمين يارب العالمين - في ظله يوم لا ظل الا ظله ممن تعلق قلبه بالمساجد

أبي كان رجلا صالحاً طيباً إجتماعياً أليفاً مألوفا .. يتحدث عنه كل من عرفه ..

- يرحم الله أبي ويرحم الله أمي ويرحم الله أختي ، وآباءكم وأمهاتكم وموتى المسلمين أجمعين -

ووفق شهادات من عرفه - معذرة أسترسل مع حديث أبي - ومن رددها تلك الشهادات على مسمعي - عن حب أبي وارتباطه بالمسجد .. وبالصالحين - ولم أزل طفلاً صغيراً - شهادةً صادقة في رصيد والدي الحبيب - شهادة شيخي الأول ووالدي الشيخ : محمد عزالدين ، والحاج : مجاهد المقطري ، والحاج : سعيد الحمادي ، والحاج : علي عاطف من كبارات رجال مسجد زكو ومدينة الشيخ عثمان .. ومن الصالحين

رحمهم الله جميعا وألحقنا بهم صالحين ثابتين لا مغيرين ولا مبدلين

ودرجنا ونحن صغار لا نعي في مدارج هذا المسجد .. في ساحاته ومنارته التي لا تزال ساكنة بذاكرتي .. ومرفقاته

بينما كنتُ أنا في غاية الاندهاش والاستغراق متأملاً في المصحف الشريف - بطبعته الهندية التي لا أنساها .. وخطه المتميز وزخرفته - وصفحاته التي لا تنتهي ، أتساءل بحس طفل كم يلزمني من العمر كي أكمل قراءة كل هذا الكم الهائل من الأوراق المرتبة في ثنايا هذا المصحف الذي تعجز طفولتي عن حمله ..

وكنا في تنافس يغذيه تحفيز وتشجيع الكبار

وأتذكر .. وهؤلاء الكبار يحتفون بنا ويحتفلون وأخي الكبير الحبيب : محمد .. بصوته الشجي الساحر يرفع الأذان في المسجد ولم نزل أطفالا ..

وكانت - حينها - سابقة أن يؤذن للصلاة طفل صغير ، لم يبلغ الحلم .. ويتجاوز الكبار

وكان مسجد زكو - آنذاك - منتصف السبعينات - مش مجرد مسجد .. وصلى الله وبارك

كان محضن تربوي وكان مركز تعليمي .. كما كان رباط علم شرعي

شعلة حيوية وعطاء كان مسجد زكو .. آنذاك

أتذكره جيدا ..

واكتسب هذا الحضور - مسجد زكو - ببركة الامام المبارك .. العالم العلامة فضيلة الإمام المجدد المجاهد الصابر الشيخ :

أحمد بن محمد بن عوض العبادي الإبّيْ .. الذي حطّ رحاله - إماما له - حين استدعاه أحد سلاطين المحروسة لحج ، بعد أن طوف في عدد من البلاد العربية والإسلامية .

وأحمد العبادي - إن كنتم لا تعلمون - هو احد المجددين الكبار والاعلام الأفذاذ ناصر السنة وقامع البدعة ومحي الامة ..

ولكي تكتشف الرجل - العلامة : أحمد العبادي - وتعرف له مكانته وفضله فيكفيك أن تعرف أن من أبرز تلاميذه صاحب الفضيلة علامة الجزيرة العربية الشيخ : محمد بن سالم البيحاني

وبالمناسبة .. يستحق هذا العالم الكبير الشيخ الجليل : احمد العبادي - ابن المحافظة الخضراء الساحرة محافظة إب - أن يبحث في سيرته ويسجل تاريخه ومسيرته ، ويوثق عن علمه ومؤلفاته برسائل ماجستير ودكتوراه

♥️ وأجد من المناسب - والحديث يجر بعضه بعضا - أن أشير إلى منظومة الإمام أحمد العبادي ( هداية المريد إلى سبيل الحق والتوحيد ) وهي - على المستوى الشخصي - احدى الاضاءات أو الاضافات الجميلة في حياتي ، والتي كنت - بجهد الشيخ الدبعي - أحفظ الكثير من أبياتها الرائعة وأحتفظ بالكتاب يزينُ مكتبتي الغالية والغائبة عني .. وهي المنظومة التي يقول في مطلعها :

يقول راجي رحمة الجواد

على الدوام أحمد العبادي

الحمد لله عظيم المِنّة

وناصر الدين بأهل السنة

أحمده وفقنا إلى الهدى

حمداً كثيراً ليس يُحصى عددا

وبعدَ حمد الله أني أشهد

الأ إله مستحقاً يعبد

إلا الإله الواحد الفرد الصمد

من جلّ عن زوج وكفء وولد

وأن طه خير من قد أُرسلا

يدعو إلى التوحيد سائر الملا

صلى عليه الله ذو الجلال

ما دامت الايام والليالي

وآله وصحبه الكرام

السادة الائمة الأعلام

▪️أسردها اللحظة - قولوا بسم الله ما شاء الله - من وحي ذاكرتي الطفلة قبل خمسة عقود بالتمام والكمال

شوفوا شوفوا على تهور في استعراض عضلات .. والحق فإنه لا عضلات ولا هم يحزنون

بل ذاكرة عجوز تخلط ماء وصليط - بعيد عنكم - وحافظة مثقوبة لا تكاد تمسك .. شيئا

الا ليت الشباب يعود يوماً

لأخبره بما فعل المشيب

▪️وخَلَفَ الإمام العبادي وحافظ على تلك البركة ، الرجل المبارك العالم الجليل الزاهد العابد والدي وشيخي : محمد عزالدين ناجي السروري .. الذي قاد مسيرة المسجد وواصل مشوار شيخه الامام العبادي خطابة وإمامة وتعليما ، حتى حمل المسجد اسمه - ايضاً - فصار لحب الناس للشيخ عزالدين .. وارتباطهم به ، وعشقاً لصوته الشجي وتلاوته العطرة اللذيذة لكتاب الله تعالى حاملاً اسمه ( مسجد عزالدين ) ..

#وهي مناسبة لا تُفوّت كي أخبركم بعلاقة المصاهرة التي ربطت بين علمين كبيرين وقامتين سامقتين شيخي محمد عزالدين وشيخي عبدالعزيز الدبعي

وهكذا امتزجت العلاقة الروحية بينهما بالعلاقة العائلية بزواج الشيخ عبدالعزيز من ابنة الشيخ عزالدين

وبما يخص هذا المسجد المبارك فلك ان تتخير أي الأسماء أقرب إليك وأحب الى قلبك ( مسجد زكو / مسجد العبادي / مسجد عزالدين ) كي تطلقها على هذا المسجد الذي يجاور نادي الوحدة الرياضي الشهير بمدينة الفيحاء مدينتي

" الشيخ عثمان " ومدرستي الابتدائية المدرسة الشرقية " مدرسة ردفان "

في هذا المسجد المبارك وفي ظلال هذي الأجواء الربانية نشأت وترعرعت

وكان اسم الشيخ عبدالعزيز الدبعي .. حاضراً وقوياً ومؤثرا

في اطار هذا المسجد - حينها - وفي مدينتنا الفيحاء مدينة

" الشيخ عثمان "

اسم له شنة ورنة

بدأها كمدرس بمنطقة البريقة - مديرية الشعب ، وشيخ علم .. ثم هو أحد التجار المعروفين

وكيف يكون دبعيا ثم لا يكون تاجرا .. متركبش يا حبوب

- كما كان له أثر سابق في منطقة البريقة حيث عمل مدرساً في إحدى مدارسها ( مدرسة 26 سبتمبر ) ، واشتهر بطريقته التدريسية التي يختمها بوضع خلاصة في خاتمة درسه

حتى كان يشار له بالاستاذ خلاصة

وبصمته التربوية لا تزال .. ثَم

ولاحقاً ترك الوظيفة - مستغنياً بالتجارة عن الوظيفة - وتفرغ للدعوة حيث امتد أثره في عموم محافظة عدن ومديرياتها وتجاوزها إلى المحافظات القريبة من عدن : لحج / أبين ، بما كان يطلق عليهن المحافظات الثلاث وفق اعتماد ترقيم المحافظات الست المكونة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية :

- المحافظة الأولى - عدن

- المحافظة الثانية - لحج

- المحافظة الثالثة - أبين

- المحافظة الرابعة - شبوة

- المحافظة الخامسة - حضرموت

- المحافظة السادسة - المهرة

▪️وقد أحدث أستاذي وشيخي - الشيخ عبدالعزيز الدبعي - أثراً كبيراً وصنع فارقاً مؤثراً .. وأسهم في بناء جيل رباني قراني محمدي يحتكم لكتاب الله تعالى والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه - تتلمذوا على يديه وفي مدرسته المباركة ويدينون له بالفضل

وأشهد أن الرجل بذل معي - كما بذل مع غيري - جهوداً علمية في الفقه والحديث وحتى - مصطلح الحديث - وكان ذا تميز أكبر وابداع في تعليم اللغة العربية

وأتذكر الآن منهج تدريس اللغة العربية

كتاب : ( النحو الواضح ) بمرحلتيه

- المرحلة الإبتدائية .. بالأجزاء الثلاثة

- المرحلة الثانوية .. بالأجزاء الثلاثة

لمؤلفيه : علي الجارم & مصطفى أمين

وكتاب : ( التحفة السنية )

لمؤلفه : محمد محي الدين عبدالحميد

وكي أكون أميناً معكم - ولن أخدعكم - بهذا الاستعراض الأجوف بعاليه ، فقد خرجت من مولد اللغة العربية بدون حمص .. كما يحكون

خرجت - ربي كما خلقتني - صفر كبييييييييير على الشمال

والسبب " عقدة " مُدَرِسة اللغة العربية في مدرستي .. ضربتني في مقتل

سامحها الله وغفر لها ورحمها إن صارت إلى جوار ربها

#ولولا ما تحصنتُ به من طول مكوثي - مذ كنتُ طفلاً - مع آي الذكر الحكيم ، واستواء لساني بحفظ أجزاء من القرآن الكريم وتعلم أحكام التجويد والتلاوة والفقه وشغفي بالقراءة - بتوقيع أخي الأكبر ابو محمد - لما كنتُ الساعة أدوش رؤوسكم بهذا الهري الذي يصدع الادمغة

قولوا يغفر الله لك .. وهو خير الغافرين

- وأقول هاهنا وأتمثل بما قال به الأقدمون

ولستُ بنحويٍّ يلوكُ لسانه

ولكن سليقيٌّ أقول فأعربُ // فأفصحُ

والرجل - الشيخ الجليل : عبدالعزيز الدبعي - وهو يمارس الدعوة إلى الله تعالى لم يكن طريقه سهلاً ميسوراً أو سالكاً بل كان من أقدار الله له أن يكون من جيل التأسيس ومن الرعيل الأول الذي مهد الطريق وسواه لمن جاء بعده ..

ومن تصطفيه الأقدار .. وترشحه أن يكون في مقدمة الركب من جيل التأسيس المتقدم ، فإنه يدفع الضريبة أضعاف أضعاف من يدفعها من الملتحقين ممن يجيئون في زمن الاسترخاء والطرق السالكة الميسورة

الرجل ناضل طويلاً كي يمهد المسالك ، ويزيل العقبات .. ويرسم معالم الطريق

وقد خاض أكثر من تجربة في مدارس العمل الإسلامي حتى استقر به الحال حيث هو الآن

وقد دفع الضريبة - عداً ونقداً - دفعها من وقته وماله ، ودفعها من صحته واستقراره .. وناله من الأذى والضر ما ناله ، والثلة المباركة التي كان قدرها أن تعيش تلك المرحلة الثمانينية في عدن

إذ دخل المعتقل الشهير " فتح " بالتواهي ، وما أدراك ما فتح

ثم نقل إلى السجن المركزي بالمنصورة .. وتمت محاكمته ورفقاء دربه

ولم يطل به المقام في ظل هذي الابتلاءات ، حين حسم أمره ، وأخذ القرار بمغادرة عدن ، متسللاً - يقتفي أثر المئات - ممن صعدوا جبال وعرة وعبروا طرق مخيفة .. صحاري ووديان ، هارباً من جنة الاشتراكية والنزق الثوري المنفلت التي تم التبشير به في جنوبنا الحبيب

استقر به المقام في مدينة تعز .. متنفساً اجواء الحرية النسبية التي كانت سائدة آنذاك ، ومستغلاً لها الى اقصى حدود الاستغلال ، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الشيخ : عبدالعزيز الدبعي ..

➖💠 " الزمن التعزي "

وكانت تلك المحطة الأخرى - الزمن التعزي - في رحلة العمل الإسلامي المؤسسي والفعل الاجتماعي الخيري وهي المحطة التأسيسية أو المؤسسية والأكثر استقراراً بعد المحطة التمهيدية العفوية وغير المستقرة في ( الزمن العدني )

▪️وقد استطاع الرجل بانتباه شديد ووعي أن يقرأ خارطة هاتيك المرحلة - الزمن التعزي - محاولاً الاندماج بها ، وتوظيفها قدر المستطاع في خدمة رسالته وتحقيق غايته ، مستفيداً من رصيد التجربة التي حملها معه ، بعد تشذيبها وتهذيبها ، فكان أن أخذ - ومعه من معه - ممن يتقاسمون فكرته ويدعون بدعوته فكان قراراهم الانخراط في الشأن العام من خلال اللافتة الاجتماعية عبر تأسيس جمعية إجتماعية خيرية

فكانت ( جمعية الحكمة اليمانية الخيرية )

وقد تأسست جمعية الحكمة اليمانية الخيرية مطلع التسعينات ، وحملت شعارها الجميل : [ دليل الخير في اليمن ] لتحتل المراتب الاولى في تعداد الجمعيات الخيريه التي أعلنت عن نشاطها ، وكانت واجهة الحركة السلفية في اليمن .. ولدورات انتخابية عديدة كان اسم الشيخ عبدالعزيز الدبعي هو الاسم الذي يتصدرها كرئيس للجمعية .. قبل أن يسلم الراية لتلامذته من بعده .. مواصلا رسالته في العمل الدعوي والمعترك الحياتي العام ، تحت لافتات جاءت من رحم اللافتة الام ، أو قريبةً منها

ولعلني ذات سانحة أخرى وبال هادئ ، أكتب تناولةً مستقلةً عن جمعية الحكمة اليمانية الخيرية ، ومسيرتها المباركة وبصماتها الحاضرة والتي لن تخطئها عينك أو يشرد عنها حسك وهي تحيطك بمشاريعها الكبيرة وأعمالها الكثيرة وقد كان سبق لي وانخرطت في العمل بها لسنوات ثلاث - أعدها من أجمل السنوات والمنجزات - برغم الشطارة الزائدة وربما الافتئات في تقدير راتبي ومستحقات نهاية عملي - غفر الله لي ولهم ..

اقول .. في تلك السنوات الثلاث أحدثت بفضل الله ثم بدعم مباشر من مدير العلاقات والإعلام أخي الحبيب وزميلي الأنيق المهذب الأستاذ : الخضر عبدالملك الشيباني .. يعطيك العافية حبيبنا الخضر ، ثم تلاه الحبيب الغالي والزميل المبدع الأستاذ : عبدالله الصهيبي .. وأحدثت بصمة وإضافة إعلامية كبيرة .. بشهادة من عملت تحت إدارتهم .. يومها

♥️ ثم أما .. حب

وإذ إكتب ما أكتب عن هذا الرجل العلم وتلك القامة تعبيراً متواضعاً عن وفاءا تأخر - يا عيباه - لخمسة عقود - أي والله ..

خمسة عقود - بمعنى - نصف قرن كامل .. بلغتكم البسيطة خمسون عاماً كاملة

والرجل - حتى الساعة - يواصل مسيرة البناء لا يكلُّ ولا يمل ..

ولا يقيل ولا يستقيل

الرجل الفجري الأول لا يزال ابناً باراً للفجر

كل التحية والحب لشيخي الفاضل وأستاذي وأهيلي .. والذي تمتنت علاقتنا به أكثر وبآل دبع بزواج ابن أخيه الصهير الغالي خالد محمد عبدالله الدبعي بأختي الصغرى الاحب الى قلبي

حفظك الله شيخنا وبارك في عمرك في طاعة الله ورسوله .. وفي خدمة هذا الوطن الحبيب

➖➖➖➖➖➖➖➖♥️➖➖➖➖➖➖➖➖

➖💠 عادل سعيد بنسعيد 💠➖

x