#مسجد (الصحوة) في مدينة رهط بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في شارع صلاح الدين بمدينة رهط الواقعة في منطقة النقب بوسط القسم المحتل من فلسطين سنة ١٩٤٨م.
ولمسجدنا هذا قصة مؤلمة، فقد تولت الحركة الإسلامية في أراضي ١٩٤٨م بناءه من تبرعات الخيرين داخل بلدات الأراضي المحتلة، لكن سلطات الاحتلال قامت بالهجوم على المدينة في عام ٢٠١٠ في آخر الليل كأنها في غزوة، وتولت جرافاتها هدمه ولم تتركه إلا كومة من الخراب؛ بحجة عدم وجود ترخيص رغم موافقة بلدية المدينة على بنائه، بل وحبست القائمين عليه وغرمتهم ٥٠٠ ألف شيكل مقابل مصاريف الهدم!!
وأدى أهالي المدينة صلاة الفجر على أنقاضه، وأصر الشباب على إعادة بنائه وبدأوا العمل بالفعل، لكن الاحتلال تدخل مرة أخرى وزاد من الغرامات على اثنين من وجهاء المسلمين، ثم توقف البناء وخاض الفلسطينيون معركة قانونية إلى أن حصلوا على ترخيص في عام ٢٠١٦، وبدأوا بالبناء بنفس الطريقة السابقة، وجمع أهالي المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة سنة ١٩٤٨م حوالي ثمانية مليون شيكل لعملية التشييد والتجهيز التي استمرت خمس سنوات، وتم افتتاحه في أغسطس من عام ٢٠٢٢م بعد ١٢ عاما من هدمه، وكان حفل الافتتاح كبيرا وتقدمه مسؤولو البلدية ونائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي ١٩٤٨م الشيخ كمال الخطيب.
هذا المسجد واحد من أكثر من ٤٠٠ مسجد تنبثّ في أرجاء الأراضي المحتلة سنة ١٩٤٨م، وهو من أكبر مساجد رهط؛ حيث يستلقي على ١٢٠٠م٢، ويتكون من طابقين فسيحين يشتملان على مصليين يتسعان لأكثر من ٢٠٠٠ مصل، بجانب البنية التحتية المتكاملة والإعداد لبناء مركز قرآني في أكنافه، ويسهم المسجد في إشاعة الوعي وتقديم الخدمات الممكنة لأبناء المدينة!
ومن الواضح أن المسجد مبني على الطراز الحديث، وأنه تحفة معمارية وفنية بالغة الحسن والأناقة، بكل مكوناته التي تزدان بالتصاميم الهندسية البديعة والنقوش الفنية المبهرة، ويكفي أن نلقي نظرة على الصور لنتأكد من هذه الحقيقة!