#مسجد (الرحمن) في قرية دير قديس بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط قرية دير قديس التابعة لمحافظة رام الله بالضفة الغربية في فلسطين المحتلة سنة ١٩٦٧م. ويسمى أيضا مسجد دير قديس الكبير بحسب اللوحة الجدارية الملتصقة بواجهة المسجد.
يوجد مسجدان فقط في هذه القرية التي يقل عدد سكانها عن ٣٠٠٠ نسمة، وأقدمهما هو مسجدنا هذا الذي تأسس في ثلاثينيات القرن العشرين بجهود ذاتية صرفة، وكان عند تأسيسه صغيرا في حجمه ومتواضعاً في شكله، ذلك أن سكان القرية كانوا قليلين ويعانون من الفقر، ومع مرور السنوات جرت له عدة تجديدات وتحسينات، وكان آخرها في عام ١٤٣٤هجرية الموافق ٢٠١٣م والتي شملت الهيكل كله بحيث بدا المسجد كأنه جديد تماما!
ومسجدنا هذا هو المسجد الأساسي للقرية، فالمسجد الثاني صغير ويتبع إحدى الجماعات الصوفية، ومن الواضح أن المسجد كبير مقارنة بحجم القرية، فهو يتكون على الأقل من طابقين واسعين يحتويان على مصليين للرجال والنساء يتسعان لعدد غير قليل من المصلين، ويشتمل على مكتبة عامة، ودورات مياه ومواقف مناسبة للسيارات، ولم نجد أي شيء يفيد عن الوظائف التي يضطلع بها المسجد، ولكن حجم المبنى الكبير والطابع الذي يسود أغلب مساجد فلس.طين يشيران إلى أنه يقوم بدور مقدر في صناعة الوعي بجانب المدرستين الموجودتين في القرية.
ومن البيّن أن المسجد تحفة معمارية ذات جاذبية عالية، سواء بتخطيطه الهندسي الأنيق أو عمارته المتقنة من الحجارة البيضاء المستخرجة من محاجر البلاد، أو بمقوماته الجمالية البديعة وأهمها القبة الذهبية الكبيرة والتي تتوسط السقف، والمئذنتان الرائعتان في طرفي المبنى، واللتان تجمعان بين النمطين العثماني والعربي، ولكل مئذنة منهما قاعدة شديدة السماكة ذات شكل مربع، وجسم اسطواني أنيق تزينه شرفتان في غاية الأناقة والعديد من النقوش التي تمنحها مزيدا من الجاذبية!
