مسجد محمد الفاتح في مدينة أم الفحم بفلسطين

مسجد محمد الفاتح في مدينة أم الفحم بفلسطين



مسجد (محمد الفاتح) في مدينة أمّ الفحم بفلسطين.

أ.د.فؤاد البنا

يقع هذا المسجد في حي الظهر بمدينة أم الفحم التي تقع في منطقة الجليل بشمال فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م.

جرى وضع حجر الأساس لهذا المسجد في عام ٢٠١٦م تحت إشراف إدارة البلدية، ورفعت الأجزاء النحاسية من مآذنه وقبته فوق المبنى في عام ٢٠١٩م، وبعد نحو أربع سنوات من العمل الدؤوب أصبح المسجد جاهزا لاستقبال المصلين، ليتم افتتاحه في مايو ٢٠٢٠م بحضور شعبي ورسمي كبيرين.

تم تشييد المسجد من تبرعات الخيرين من أبناء هذه المدينة التي تشتهر بمحافظة أهلها على التعاليم الإسلامية، وبحضور الحركة الإسلامية الفاعل فيها، وهي ثالثة كبرى المدن الفلسطينية المحتلة سنة ١٩٤٨م من حيث السكان، وأكبرها من حيث عدد المساجد؛ إذ تتزين بأكثر من ٣٢ مسجدا، وبسبب كثرة المتدينين فيها كان الاحتلال يفكر جديا بإلحاقها بالسلطة الفلسطينية، ولا سيما أنها تضم تجمعا سكانيا كبيرا يقترب من ٥٥ ألف نسمة وكلهم من المسلمين!

ويبدو أن الذي قام بتصميم مسجدنا هذا قد نهل من ثلاثة أنماط معمارية، وهي العربي والأندلسي والعثماني ودمجها في خياله الذي أضاف الكثير، وكانت النتيجة هذه التحفة المعمارية والفنية الفاخرة!

يزدان المسجد بمئذنتين رباعيتين رائعتين، ولكل مئذنة ذروة مرتفعة تتكون من ثلاث كرات نحاسية في منتهى الأناقة والجمال، وتوجد مئذنة ثالثة مختلفة، وتقع في المؤخرة ويرتفع فوقها هلال ضخم تتوسطه نجمة كبيرة، وتزين سقف المسجد قبة كبيرة ذات إطار نحاسي ساحر، ولا يقل الجمال الداخلي للمسجد عن الجمال الخارجي، ويتوزع هذا الجمال على سائر المكونات، كما تبين الصور!

يشمخ المسجد بمبناه الجذاب والذي يتكون من طابقين، ويرتفع فوق قاعدة سميكة وعريضة، وبجانب المبنى توجد مواقف منظمة للسيارات، وفي جوار المسجد توجد غابة من الأشجار الكبيرة!

يؤدي المسجد رسالة عظيمة في الحياة الثقافية والاجتماعية لأبناء هذه المدينة، ومن مفرداتها قيام إدارة المسجد باستضافة الكثير من العلماء والدعاة من مختلف المناطق لإلقاء المحاضرات، ومنهم الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي ١٩٤٨م قبل أن يتم حلها في عام ٢٠١٥م.

x