(المسجد العمري) في قرية نوبا بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حارة الثلايجة بقرية نوبا التابعة لمحافظة الخليل في الضفة الغربية بفلسطين.
وسمي بالمسجد العمري نسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي روي بأنه بناه في بداية القرن الهجري الأول؛ وذلك حينما قدم إلى فلسطين لتسلم مفاتيح القدس بعد أن قامت جيوشه بفتحها، وبهذا السياق روى بعض المؤرخين أنه كان يبني مسجداً في كل منطقة يحل فيها أثناء سيره باتجاه القدس، وكان آخرها مسجد عمر في مدينة القدس نفسها.
وقد خضع هذا المسجد لعدة عمليات ترميم في عصور مختلفة بما فيها العصر الحديث، وأهمها ما تم في العقد التاسع من القرن العشرين؛ حيث هدم المبنى تماما وشُيد مسجد جديد بدلاً منه، وذلك في شهر مايو عام 1990.
بني مسجدنا هذا على مساحه إجمالية تبلغ 1000م2، ويتكون من ثلاثة طوابق فسيحة تشتمل على قاعات للصلاة تتسع لعدد كبير من المصلين، وغرف خدمية وفصول دراسية ومكاتب إدارية ودورات مياه، ولم نجد معلومات عن الرسالة التي يؤديها في حياة المجتمع المحلي بهذه القرية، لكنه لا بد أن يكون له من اسمه نصيب، فقد لقب عمر بن الخطاب من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاروق لأنه أسهم بأفكاره وأفعاله في التفريق الحاسم بين الحق والباطل!
شيد المسجد وفق النمط الإسلامي الحديث، وبني من الإسمنت المسلح، ثم تمت كسوته بالحجر الكلسي الأبيض، مما أعطاه رونقا حسنا، ويزدان بقبة دائرية قطرها تسعة متر، وتعد أكبر قبة في المنطقة كلها، وقد طليت بلون ذهبي لماع، ولها قاعدة مرتفعة ذات نوافذ كثيفة، وزينت من الداخل بآيات قرآنية بطريقة جذابة !
وبعد افتتاح المسجد بفترة شيدت أمامه مئذنة شاهقة على قواعد ضخمة، حتى تتحمل ارتفاعها الكبير الذي يصل إلى 45م، ولها شرفتان أنيقتان، وتتزين بالكثير من الزخارف والنقوش الإسلامية البديعة!
