مسجد (الشيخ قاسم) ومجمع (محمد الفاتح) في بلدة الرينة بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط بلدة الرينة الواقعة على سفوح جبل سيخ في الجليل الأسفل بشمال فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م. وسُمّي المسجد بهذا الاسم نسبةً إلى الشيخ قاسم بن عبد الغني خطبا الملقب بالخطيب، والذي كان إماماً وخطيباً للقرية، وقيل بأنه أوقف نحو نصف أراضيه المقدرة بحوالي ٦٠ دونما.
وضع حجر الأساس لمسجدنا هذا في يوم ٢٠ مايو ٢٠١٧م، بتمويل من أهالي البلدة والمنطقة المجاورة والذين انهالت تبرعاتهم على اللجنة التي تصدت لمهمة البناء، وبلغت التكاليف ثمانية مليون شيكل، وقد افتتح في ١٥ شعبان ١٤٤٣هجرية الموافق ١٨ مارس ٢٠٢٢م بحضور الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في أراضي ١٩٤٨م ونائبه الشيخ كمال الخطيب، قبل أن يتم حل الحركة في عام ٢٠١٥م.
يتكون هذا المسجد من أربعة طوابق، ويشتمل على مصلى للرجال يتسع لأكثر من ٧٠٠ مُصلّ، ومُصلّى للنساء أصغر منه، وخصص طابقان من المبنى الكبير لمجمع محمد الفاتح، والذي يتضمن قاعة للعزاء بمساحة ٧٠٠ م٢، وقاعة تعليمية ثقافية تدريسية بمساحة ٧٠٠ م٢، بالإضافة إلى البنية التحتية وموقف السيارات الذي يتسع لأكثر من مائة سيارة.
صمم مسجدنا هذا بطريقة تجمع بين الأصالة والمعاصرة مع وجود لمسات واضحة من خيال المهندس المعماري، مما صنع تحفة معمارية فارهة؛ حيث تضافرت على تشكيل لوحة جمالية فتانة عدد من المكونات الجمالية، وأهمها: الحجارة التي جهزت وبنيت بطريقة شديدة الجاذبية، والواجهة المتميزة بمدخلها الفريد ذي العقود المقوسة، والمئذنة الشاهقة بتصميمها المتفرد ومنظرها الآسر، والقبة الرائعة بتصميمها المتميز وطلائها الفضي!
وتُظهر الصور أن المسجد تحفة فنية، بكل مكوناته التي تزدان بالنقوش والزخارف الإسلامية المبهرة وتختال بالألوان الزاهية والخطوط العربية البديعة!