#مسجد ومقام (النبي يحيى) في بلدة سبسطية بفلسطين.

أ.د.فؤاد البنا

يقع هذا المسجد في وسط بلدة سبسطية الأثرية التي تستوطن محافظة نابلس وتقع على بُعد 12 كم من ناحية شمال غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية بفلسطين. ويسمى أيضا مسجد السلطان عبدالحميد لأنه هو من بنى المصلى الأساسي القائم اليوم، بعد زيارته لهذه البلدة أثناء توليه للخلافة العثمانية.

ويوجد في أكناف المسجد مقام نبي الله يحيى، ويروى بأنه سجن في هذه البلدة وأن جثمانه موجود داخل ضريح فيه، أما رأسه فهو مدفون في مدينة دمشق بسوريا.

ويعود أصل مسجدنا هذا إلى ما قبل ثمانية قرون؛ فقد بناه صلاح الدين الأيوبي سنة 583 هـ/ 1187 م بعد أن هزم الصليبيين في معركة حطين الشهيرة. وتوجد رواية تشير إلى أنه أقدم من ذلك بكثير، وتتكئ هذه الرواية على ما قيل بأن الصليبيين حينما دخلوا هذه البلدة حولوا المسجد إلى كنيسة، وأن صلاح الدين الأيوبي قد أعاده إلى مسجد وأعاد تشييده من جديد.

يأخذ تخطيط المسجد ومرافقه شكلا مستطيلا، ويحتل المسجد حوالي خُمس مساحة هذا المستطيل، ويوجد صرح مكشوف يصلي فيه المسلمون حينما يفيض المصلى المسقوف بالمصلين، ثم تمتد جدران المبنى لكنه غير مسقوف باستثناء رواق في إحدى الجهات، وفي وسط هذا الفناء المسور يوجد مبنى صغير ذو قبة بيضاء، ويبدو أنه يضم ضريح النبي يحيى عليه السلام.

وفي أحد أطراف المصلى المسقوف ترتفع مئذنة جميلة، تم الجمع في تصميمها بين النمطين العثماني والشامي (الأموي الحديث).

وبسبب قيمته التأريخية ومقوماته الجمالية؛ فإن هذا المسجد مقصد مهم لآلاف الزوار الذين يأتون للتعرف عليه من داخل البلاد وخارجها.