#مسجد (عمر بن الخطاب) في بلدة كفر كنا بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط بلدة كفر نا التي تتبع قضاء الناصرة بمنطقة الجليل الأسفل في شمال فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م .
تأسس المسجد في عام ١٩٨٤م وأصبح الشيخ كمال الخطيب خطيبا له منذ التأسيس إلى اليوم، بجانب كونه نائبا لرئيس الحركة الإسلامية في أراضي ١٩٤٨م حتى حلّت سلطة الاحتلال الحركة في عام ٢٠١٥م.
يعد مسجدنا هذا أكبر المساجد الأربعة التي تحتضنها هذه البلدة، وقد سميت بأسماء الخلفاء الراشدين الأربعة، لكن عددها قليل في بلدة يقترب سكانها من ٣٠ ألفا ويشكل المسلمون حوالي ٨٠% من سكانها.
لعب مسجد الفاروق دورا في صناعة الوعي الجمعي وتعبئة الأهالي ضد تغييب الهوية وإشاعة الفساد، وأسهم في تجفيف منابع التخلف ومحاصرة ظواهره، عبر مختلف الفعاليات التي يقوم بها ولا سيما خطب إمامه الشيخ كمال الخطيب والذي تعرض بسبب ذلك لصنوف من الأذى، وكان آخرها في مايو ٢٠٢١ حينما سجن لمدة ٣٧ يوما ومنع من الخطابة والالتقاء بالناس لمدة أربعة أشهر لكنه عاد إلى مسجده بعد انقضاء فترة الحكم، وذلك في أكتوبر ٢٠٢١م.
يمتلك المسجد تصميما جذابا وعمارة أنيقة، فقد جرى تشييده من أفخم الحجارة، وصمم وفق منهج انصهرت فيه المعاصرة بالأصالة، ويتزين بمئذنة شاهقة ذات شكل اسطواني جذاب مع رأس قلمي يشبه المآذن العثمانية، ويتجمل بقبة كروية كبيرة، وقد جرى تغيير لونها ونقوشها بضع مرات، مما يدل على حرص أهالي البلدة على إبراز مسجدهم في أبهى حلة!
ويزدان المسجد بمحراب جذاب يمتد من أرضية المصلى إلى سقفه، وله برواز مزخرف بشكل مميز، ويتوسطه منبر خشبي أنيق، وتتجمل أجزاء من الجدران بخطوط عربية آسرة!