#مسجد (الشيخ محمد الأسد) في قرية دير الأسد بفلسطين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في قرية دير الأسد الواقعة على سفح جبل المغر بالجليل الأعلى في شمال فلسطين. وتدعى هذه المنطقة بالشاغور التي أصبحت مدينة تتكّوّن من بضعة قرى متقاربة وأدى توسعها الكبير إلى أن تتواصل وتصير مدينة واحدة اسمها الشاغور.
شيد النواة الأولى لهذا المسجد الشيخ محمد الأسد والذي كان رجلا صوفيا ينتمي إلى الطريقة القادرية، وكان الناس ينسبون له كرامات حتى سمع به السلطان العثماني سليم الأول، فما كان منه إلا أن أعطاه وقف دير البعنة، وسرعان ما صارت هذه القرية تعرف بقرية دير الأسد نسبة لهذا الرجل الصوفي!
وقبل سنوات قليلة قام بعض الخيرين بالتعاون مع بعض أحفاد الشيخ الأسد ببناء مسجد جديد بجانب ضريح ومصلى الشيخ الأسد القديم وأطلقوا عليه اسمه.
يمتلك المسجد تصميما جذابا وعمارة أنيقة للغاية، وهو عبارة عن مبنى مربع، تسقفه قبة ضخمة تشبه الخيمة بطلاء جميل يجمع بين اللونين الذهبي والأبيض!
وفي أحد أركان المسجد ترتفع مئذنة شامخة في أعالي السماء بصورة تبعث على الرهبة المكللة بمشاعر التبجيل؛ حيث تحظى بكثير من السحر والجمال، ومن شرفتها الثالثة القابعة في الأعلى يمكن رؤية أرجاء واسعة في هذه المنطقة ذات الطبيعة الخلابة!
ويبدو داخل المسجد تحفة فنية رائعة؛ بأعمدته الاسطوانية المزخرفة ومحرابه البديع، وبخطوطه العربية المزخرفة وثرياته وفوانيسه الأنيقة!
يتكون المسجد من طابقين يحتويان على مصليين واسعين، ولا ذكر في ما توفر لنا من المصادر لما يوجد من المرافق.
وبجوار هذا المسجد الحديث يوجد مبنى المسجد القديم الذي يعود للقرن السادس عشر وهو ذو حجم صغير، وبجانبه مبنى الضريح الذي يوجد فيه جثمان الشيخ الأسد، وكل واحد منهما مسقوف بقبة جميلة.