مسجد مولى المهدي في مدينة سبتة المحتلة من قبل إسبانيا

مسجد مولى المهدي في مدينة سبتة المحتلة من قبل إسبانيا



مسجد (مولي المهدي) في مدينة سبتة المحتلة من قبل إسبانيا.

أ.د.فؤاد البنا

يقع هذا المسجد في شارع إفريقيا بوسط المدينة، ويسمى المسجد الجامع لأنه أكبر مسجد في مدينة سبتة التي تتصل بالأراضي المغربية وما تزال محتلة من قبل إسبانيا منذ قرابة ٤ قرون ونصف، وتم تغيير الخارطة الديموغرافية فيها ليصبح المسلمون ٤٣% فقط من سكانها.

وبحسب اللوحة الرخامية المثبتة على الجدار عند مدخل المسجد، فقد بدأت أعمال بناء هذا المسجد في يوليو ١٩٣٨م، واستمرت لمدة عامين ليتم الانتهاء من تشييده في آخر عام ١٩٣٩م، وجرى افتتاحه في بداية عام ١٩٤٠م، وقد جرى تمويل البناء من ميزانية الدولة الإسبانية أيام الجنرال فرانكو لتكريم الجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية بجانبه ضد الشيوعيين، وفي محاولة لاسترضاء العاطفة الدينية لدى الجماهير المسلمة في هذه المدينة، وبلغت التكلفة آنذاك ٢٤٣٣٣٦ بيزيتا قديمة.

وللضحك على ذقون المغاربة في هذه المدينة، فقد كتبت في اللوحة الرخامية الآنفة الذكر عبارة كتبت بأحرف ذهبية تقول: "وعندما تتفتح شجيرات الورد في السلام، سنقدم لكم أفضل أزهارها"، وهي جزء من خطاب ألقاه الجنرال فرانكو!

من الواضح أن المسجد تحفة معمارية بارعة، وأنه قد بني على النمط المعماري السائد في الأندلس والمغرب مع بعض اللمسات الحديثة، وقد وضع تصميمه المهندس الإسباني خوسيه ماريا طيخرو.

يتكون المسجد من مبنى مستطيل بصورة تقترب من المربع، ويشرف على شارعين بجماله الأخاذ الذي يبدأ بالظهور من خلال السور الجميل الذي يفصله عن الشارعين، ويتميز بمئذنته المبهرة التي تجمع بين الضخامة والفخامة، حيث أنها ذات هيكل عريض يأتي بحجم غرفة كبيرة، ثم إنها غنية بالنقوش والزخارف المغربية المبهرة !

ويمتلك المسجد واجهة جميلة، ويتركز جمالها أكثر في المدخل البارز الذي تعلوه قبة أصغر قليلا من القبة التي تعلو رؤوس المصلين في الصفوف الأولى من المسجد الذي يتسع لعدد كبير منهم.

يتسم المسجد عموما بغناه الزخرفي بصورة مذهلة، سواء في الخارج أو الداخل مع الاقتصاد وعدم المبالغة في الداخل؛ مما جعله واحدا من أهم المعالم التي يقصدها السواح الزائرون لهذه المدينة، بجانب أن الحكومة الإسبانية جعلته من أبرز المعالم الثقافية في هذه المدينة المتعددة الأديان والثقافات!

x