#مسجد (الهجرة) في مدينة ليدن بمملكة هولندا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في أحد الأحياء الجديدة بمدينة ليدن الواقعة على ضفاف نهر الراين القديم في جنوب هولندا.
يعود تأريخ هذا المسجد إلى عام ١٩٨١م، لكنه بعد أن ضاق بالمصلين المسلمين وأكثرهم من الجالية المغربية تم الانتقال إلى بقايا مبنى كنيسة، ثم جرى في عام ٢٠١٦م تشييد مبنى كبير كمسجد ومركز إسلامي يحمل اسم الهجرة التي هي عنوان مفصلي في السيرة النبوية، حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لينتقل من الدعوة إلى الدولة.
قامت بتبني تشييد هذا المبنى مؤسسة ليدن الإسلامية بتبرعات من أبناء الجالية المسلمة في هذه المدينة. وقد افتتح في عام ٢٠١٨م ليمارس حضورا فاعلا منذ ذلك الحين في صناعة الوعي وترشيد التدين .
يتميز الهيكل الجديد للمسجد بأنه مقاوم للرياح والمياه التي تشتهر بها هولندا لكونها مناطق منخفضة عن مستوى سطح البحر. و قد جرى بناؤه على مساحة تقارب ٢٥٠٠م٢، ويتكون من ٤ طوابق واسعة ومتينة؛ حيث تم تشييدها بمواصفات خاصة من الخرسانة والصلب والطوب الجيري الرملي.
يتميز المسجد بتصميم خاص تم الجمع فيه بين أصالة المعمار العربي الإسلامي وتطور المعمار الهولندي، ويمتلك هيكلا مرتفعا ذا لون أصفر بيج، وله واجهة بالغة الحسن والجمال. وأكثر ما يميز المبنى الكبير ذا الأقسام المتعددة هو قبته الذهبية الأنيقة ومئذنته الرباعية السميكة بتصميمها المغربي المحدّث وشرفته الكبيرة التي تنبثق منها غرفة زجاجية صغيرة ذات ٤ نوافذ!
ولأن المبنى ليس مجرد مسجد بالمعنى الضيق؛ فإنه بجانب قاعات الصلاة التي تتسع لعدد كبير من المصلين الرجال والنساء، فإنه يحتوي على مرافق تعليمية عديدة مع مكتبة ذات مراجع بعدد من اللغات، وغرف عديدة للأنشطة المتنوعة، وغرفة للاجتماعات، ويوجد قسم خاص لغسل الموتى وتكفينهم والصلاة عليهم، ويمتلك مساحة تجارية يتم استثمارها لصالح المسجد.
ويمتلك مرآبا للسيارات في الطابق الواقع تحت الأرض، بجانب مساحات أخرى في فناء المسجد الذي يمتلك موقعا يطل على أحدى القنوات المائية الجميلة!