#مسجد (هوشي) في مدينة شنغهاي بجمهورية الصين الشعبية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على طريق تشانغ بمنطقة بوتيو في مدينة شنغهاي، وهي كبرى المدن في جمهورية الصين الشعبية وعاصمتها الاقتصادية.
وبسبب المكانة الاقتصادية للمدينة كانت قد اجتذبت منذ عام ١٩١٤م مسلمين فقراء من مناطق مختلفة في الصين، وذلك للعمل في امتياز شنغهاي الدولي. وبدؤوا ببناء مصلى مؤقت ثم نجحوا عام ١٩٢٢م في بناء مسجد صغير في ياشوي لاني، وقد بني من خلال تبرعاتهم وعلى رأسهم اثنين من رجال الأعمال.
وبعد انتهاء الحرب مع اليابان في الحرب العالمية الثانية، أعيد تشييد المسجد من جديد سنة ١٩٤٥، وأطلق عليه اسم مسجد هوشي، وقد ترأس أعمال التجديد ما تيانينغ (شاندونغ هوي) الذي كان سكرتيراً للمفوضية الصينية في مصر. لكن المسجد سرعان ما تعرض للإغلاق حينما انطلقت الثورة الثقافية بقيادة ماوتسي تونغ والتي تبنت الشيوعية المعادية للأديان، واستمر الإغلاق حتى عام ١٩٧٩م عندما تراخت القبضة الشيوعية قليلا وتم السماح للمعابد في كافة الأديان باستئناف أنشطتها الدينية!
وفي عام ١٩٩٠م، تم نقل المسجد إلى المكان الذي يوجد فيه الآن؛ بسبب إعادة بناء المنطقة القديمة من هذا الحي. وفي أبريل ١٩٩٢م تم الانتهاء من بناء المسجد الذي أعيد بناؤه بعد نقله، ولا يزال اسمه مسجد هوشي حتى اليوم ويؤدي وظائفه المتعددة لصالح الأقلية المسلمة في هذه المنطقة.
يمتلك المسجد تصميما مختلفا عن سائر مساجد الصين؛ حيث اندمجت فيه عدد من الأنماط المعمارية في التراث الإسلامي، مع لمسات صينية وعصرية.
يتزين المسجد بقبة ضخمة تأخذ شكل نصف كرة، وتزدان بمصفوفة دائرية من النوافذ في أسفلها، وتم طلاؤها هي وبقية القباب الخمس بلون ذهبي جذاب. وفي أحد أركان المبنى تنتصب مئذنة متميزة ذات رأس مقبب تم طلاؤه بلون ذهبي، ويبلغ ارتفاعها ٢٥م٢.
يمتلك المسجد هيكلا أنيقا يجمع بين اللون الذهبي الذي يزين القباب ورأس المئذنة وبين اللون الأبيض الذي طليت به بقية أنحاء المسجد، وكان في النسخة السابقة كله ذا لون ناصع البياض.
وبلا شك فإنه مثوى لأرواح المسلمين هنا وواحة لتلاقيهم وتشكيل قدر من التماسك الاجتماعي الذي يحفظ لهم التوازن أمام التحديات التي تعترض طريقهم في مجتمع يشكلون فيه أقلية صغيرة رغم عددهم الكبير!
