مسجد ليما كاوم الكبير في بلدة ليما كاوم بجمهورية اندونيسيا

مسجد ليما كاوم الكبير في بلدة ليما كاوم بجمهورية اندونيسيا



مسجد (ليما كاوم الكبير) في بلدة ليما كاوم بجمهورية إندونيسيا.

أ.د.فؤاد البنا

يقع هذا المسجد في بلدة ليما كاوم الواقعة في تاناه داتار بغرب جزيرة سومطرة التي تعد ثانية كبرى الجزر الإندونيسية من بين أكثر من ١٧ ألف جزيرة تشكل جمهورية إندونيسيا.

هذا المسجد من أقدم المساجد التي ما تزال عامرة بروادها وتؤدي وظائفها جنبا إلى جنب مع المساجد الحديثة، فقد تأسس لأول مرة في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، ويبدو أن المبنى القائم اليوم بني في وقت لاحق من عام ١٧١٠م.

ولقد جرى بناء المسجد بشكل كامل من قبل المجتمع المحلي الذي اعتنق الإسلام بصدق وانطلق بحب لبناء المسجد محل المعبد الهندوسي القديم، واستخدم الخشب والألواح والألياف والزنك بصورة أساسية في التشييد، ومن الطبيعي أن يتعرض المسجد لبعض الإصلاحات والتعديلات والتطويرات التي تساعده على الصمود أمام أعاصير الزمن وتمكنه من استيعاب المزيد من المصلين على أكمل وجه، ووصل الحال بالمسجد إلى أن صار بالصورة التي نراه عليها اليوم!

ومن الواضح أن مصمم المسجد قد اقتبس بعض الأفكار من بعض المعابد الهندوسية والبوذية، دامجاً إياها في خصائص العمارة الإسلامية لتولد هذه التحفة المعمارية في عالم المساجد!

ويبدو أن تصميم السقف بهذه الصورة جاء ليناسب المناخ الاستوائي الشديد في حرارته والغزير في مطره، مع ترك فجوة للإضاءة في سطح المسجد.

تتسم قاعة الصلاة بالضخامة والاتساع، وتقوم على عمود اسطواني ضخم في قلب المسجد يشبه وتد الخيمة وعلى مجموعة من الأعمدة المصنوعة من الخشب بقطر يبلغ قياسه ٧٥ سم وارتفاع يصل إلى ٥٥م لكل عمود، وتروي كتب التأريخ بأن جمع الأخشاب المستخدمة قد جرى بشكل كامل من قبل أفراد المجتمع المحلي وأن هذا العمل استمر طيلة عام. وعلى الرغم من أنه تم إصلاح المسجد عدة مرات إلا أن الجداران والأرضية ما تزال مصنوعة من ألواح الخشب!

يمتلك المسجد في الجانب الشرقي منه شرفة مغطاة، وهي ذات قاعدة خرسانية وجدار زجاجي، ولها مدخلان من الجهة الشمالية والجهة الجنوبية، ويتم استخدامها كبهو، وكمكان لتعليم القرآن الكريم والرعاية النهارية، وفي الجزء العلوي من الشرفة هناك مبنى مأذنة يضم اثنتين من النوافذ على كل جانب، ويخرج منها هيكل على شكل قبة أعلى الشرفة!

وبسبب العراقة التاريخية لهذا المسجد، فقد جرى عام ٢٠١٠م اعتباره تراثا ثقافيا من قبل وزير الثقافة والسياحة في إندونيسيا، مع عدد آخر من المساجد في غرب سومطرة.

x