مسجد (مركز التوفيق) في مدينة أوسلو عاصمة مملكة النرويج.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في ناصية تطل على شارعين بوسط مدينة أوسلو عاصمة النرويج الواقعة في شمال غرب قارة أوروبا.
تأسس المسجد من قبل الجالية الصومالية المسلمة التي هاجر كثير من أبنائها من بلادهم في شرق إفريقيا إلى النرويج بعد اندلاع الحرب الأهلية الصومالية في التسعينيات من القرن المنصرم، وقد تم افتتاحه سنة ١٩٩٥م.
يعد أكبر مسجد في مدينة أوسلو ومن أكبر المساجد على مستوى مملكة النرويج؛ فقد بني على قطعة أرض ذات مساحة متوسطة، لكنه عوض بتوسعه الرأسي؛ إذ يتكون من ٥ طوابق فسيحة، تتكون من مصليات رجالية ونسائية تتسع لعدد كبير من المصلين، ولأنه في الأصل مركز ثقافي فإنه يتضمن قاعة محاضرات كبيرة وفصولا دراسية ومكتبة إسلامية عامرة بالكتب النافعة، ويوجد فيه مقر مركز مقديشو للبحوث والدراسات، بجانب الغرف الإدارية والخدمية.
ويتميز المسجد بنفحات صوفية راقية، تمثل امتدادا للتصوف المعروف في المجتمع الصومالي الذي ينتمي أهله فقهيا إلى المذهب الشافعي وهو مذهب أغلب سكان اليمن الذين نقلوا الإسلام والمذهب الشافعي والتصوف إلى شرق إفريقيا.
ولأن مركز التوفيق منظمة مسجلة رسميا فإنه يحظى بدعم حكومي سنوي يتناسب مع عدد المصلين فيه، بحكم أنهم من دافعي الضرائب، لكن هذا الدعم توقف في عام ٢٠١٩م بعد أن حصل نزاع بين تيارين من رواده على إدارة المسجد، وكل تيار يدعي أحقيته بالإدارة، وهذا نموذج من مئات المساجد والمراكز الإسلامية التي تصيبها لعنة الاختلاف في الغرب؛ بسبب اجترار بعض المسلمين لخلافاتهم في بلدانهم، والتي تقوم على أسس عصبوية مختلفة!
ومن الواضح أن تصميم المسجد قد جمع بين أصالة المعمار العربي ومعاصرة المعمار الغربي، وأنه يحظى بقدر من الجمال والأناقة المتميزة، سواء في الداخل أو الخارج، ولا سيما المئذنة البديعة التي تزين ركن المسجد، بشكلها الاسطواني وقبتها الذهبية!
