مسجد (السليمية) الجديد في بلدة سيلوجا بجمهورية الجبل الأسود.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد الكبير في بلدة سيلوجا الواقعة في ضواحي مدينة بار المطلة على البحر الأدرياتيكي، وتعد أهم ميناء تجاري لجمهورية مونتينيغرو أو الجبل الأسود التي تقع في غرب منطقة البلقان وكانت جزءا من جمهورية يوغسلافيا.
ويسمى أيضا بالمركز الثقافي الإسلامي في مدينة بار؛ ذلك أنه يحمل رسالة ثقافية واجتماعية متعددة الأبعاد نحو مسلمي هذه البلدة.
ومن البادي للعيان أن المسجد تحفة معمارية مذهلة، بما يمتلك من مؤهلات ذاتية وخارجية، فهو ذو تصميم رائع بهيكله العالي الجميل ولونه الناصع البياض مع اكتساء قبابه بلون بني غامق، ويتزين بقبة ضخمة في قطرها وارتفاعها، وتحيط بها عدد من القباب وأنصاف القباب بصورة شديدة التميز، وتحرسها مئذنتان قلميتان عاليتان، وتمتلك كل واحدة منهما شرفتين أنيقتين وتمثلان المكان الأنسب في المنطقة كلها لتمتيع الأعين بالجمال الطبيعي الخلاب والذي يكسو الجبال والسفوح والوديان في لوحة مذهلة أبدع الخالق في صنعها، مما أضاف للمسجد جمالا فوق جماله الذاتي؛ فظهر بصورة فاتنة لا تشبع الأعين من النظر إليها!
وقد قام الأتراك ببناء هذا المجمع الباذخ الجمال، وجسدوا فيه العمارة العثمانية بصورة راقية، مع أخذ عاملي الزمان والمكان في الحسبان، ليبدو المجمع الدائري في صورة تحفة عثمانية عصرية متسقة مع طبيعة هذه البلاد ذات الأكثرية المسيحية.
ولأنه مجمع متكامل ويتولى القيام بوظائف متعددة، فإنه يتكون من عديد من المباني المتلاصقة مع بعضها داخل قطعة أرض كبيرة ومسورة، وبلا شك فإنه بجانب المبنى الذي تعلوه القباب والمئذنتان والذي تؤدى فيه الصلوات، فإنه يضم قاعات محاضرات وندوات واجتماعات، ومدرسة تعليمية، ومكتبة عامة، ومكاتب إدارية ومساكن للمسؤولين عن هذا العمل الكبير، بجانب غرف للضيافة ومطعم ومواضئ ودورات مياه ومواقف للسيارات تتخللها مساحات خضراء!
يشكل المسلمون ٢٠% من السكان في هذه الجمهورية ذات الأكثرية الأرثوذكسية والاقلية الكاثوليكية، وقد تحسن وضعهم في السنوات الأخيرة ويشاركون في الحكومة بعدد من الحقائب الوزارية ومنها الداخلية والتجارة.
