(المسجد الجديد) في مدينة الجزائر عاصمة الجمهورية الجزائرية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في ساحة الشهداء (باب البحر) بحي القصبة في العاصمة الجزائرية، مطلا على البحر، وله اسم قديم عند العامة وهو جامع الحواتين؛ نظرا لوقوعه بجوار مكان اصطياد السمك وبيعه طازجا للناس!
ورغم حمل هذا المسجد لاسم (المسجد الجديد) فإنه مسجد قديم؛ إذ يعود تشييده للفترة العثمانية وبالذات في عهد الداي مصطفى باشا الذي باشر ببنائه سنة ١٦٦٠م وافتتح سنة ١٦٦٦م، ونظرا لقيمته التأريخية والفنية فإنه موضوع ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.
جرى تشييده وفق طراز معماري مزج بين ٣ أنماط معمارية وهي: العثماني والمغربي والبيزنطي، وقد تم تصميمه من قبل معماري عثماني وخصص لأتباع المذهب الحنفي الذي كان المذهب الرسمي للدولة العثمانية!
يحتوي المسجد على منبرين أولهما المنبر الأصلي للمسجد وهو منبر خشبي عتيق يتوسط قاعة الصلاة تقريبا، أما المنبر الثاني فقد جيء به من مسجد سيدة الذي أحرقته فرنسا بعد عامين من غزوها لأرض الجزائر وهو مصنوع من الرخام المستورد من تونس وإيطاليا.
ويتزين محراب المسجد بزخارف جبسية ونقوش أنيقة تم حفرها على الحجارة بصورة دقيقة!
ويتميز داخل المسجد بوفرة النقوش والفسيفساء، ويزدان بمجموعة من التحف النادرة، ومنها أربعة كراسي خشبية كان العلماء يتربعون عليها أثناء حلقات العلم، وشمعدان مصنوع من النحاس الخالص!
وأكثر ما يميز المسجد هو مئذنته التي هي أشبه بالبرج المصمم على نمط المآذن المغربية، وقد أضيفت لها ساعة جدارية ضخمة سنة ١٨٥٢م، ويصل ارتفاع المئذنة إلى ٢٩.٥م، وقد زخرفت واجهاتها الأربع بآجر ذي نقوش بيضاوية ومستطيلة الشكل، مع تزيينها بمادة السيراميك!
هذا المسجد من أكبر المساجد القديمة في مدينة الجزائر، فقد بني على مساحة فسيحة، ويتكون من مصليين واسعين للرجال والنساء ومدرسة قرآنية وقاعة للوضوء، ويحظى بستة أبواب متفاوتة في الحجم، منها باب خاص بمصلى النساء وثاني بالمدرسة القرآنية التابعة للمسجد، وتسمح الأبواب الأربعة المتبقية بانسياب المصلين من دون زحام خانق!