#مسجد (رجا فيصليلا) في مدينة سيبرجايا بمملكة ماليزيا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد المتميز جدا في وسط مدينة سيبرجايا التي أسسها رئيس الوزراء الأسبق د. مهاتير محمد وافتتحها عام ١٩٩٧م لكي تكون مدينة صناعية حديثة، وتبعد بمقدار ٣٠كم عن العاصمة كوالالمبور.
تم تسمية هذا المسجد باسم رجا حاج في سبيل الله بن داينج شيلاك، وهو محارب من إندونيسيا وله حضور كبير في الوجدان الماليزي والإندونيسي نتيجة أدواره البطولية ضد الاستعمار.
بدأت أعمال تشييد المسجد في ٥ أبريل ٢٠١٣م من ضمن مرتفقات هذه المدينة الصناعية، واكتمل البناء في ٢٤ فبراير ٢٠١٥م، لكن الافتتاح الرسمي لم يتم إلا في ٢٢ يونيو ٢٠١٦م.
هذا المسجد هو الأكبر في هذه المدينة الصناعية التي تسعى لأن تكون وادي السليكون الخاص بماليزيا، فهو يتمدد على مساحة كبيرة من الأرض، ويتكون من مصليات للرجال والنساء تزيد طاقتها الاستيعابية عن ٥٠٠٠ مصل. ويحظى ببنية متكاملة للقيام بدوره الرسالي بصورة نموذجية؛ حيث يمتلك قاعات متعددة الأغراض وفصولا دراسية ومكتبة، ويتبنى القيام بمجموعة واسعة من الأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية بل والاقتصادية، مثل البازارات الرمضانية ومراسم الزواج وأسواق الجمعة!
يتميز هذا المسجد بأنه مسجد مستقبلي صديق للبيئة، إذ يمتلك خدمات غير تقليدية، فهو يستخدم الطاقة الشمسية ويملك مصابيح موفرة للطاقة، ويعتمد في التهوية على الهواء الطبيعي، ويمتلك نظاما لتجميع مياه الأمطار بحيث تلبي احتياجات أكثر من ٥٠٠٠ مصل طيلة العام.
ومن هنا فإنه أول مسجد ماليزي يحصل على جائزة بلاتينية في مؤشر المباني الخضراء!
وتظهر حداثة المسجد أيضا في تصميمه وتخطيطه، وفي طريقة بنائه والمواد التي بني منها، وفي نقوشه وزخارفه، كما نرى في المئذنة العجيبة والقبة الفريدة اللتين تزينانه، وبالجملة فإنه تحفة معمارية وفنية متميزة، لا تكفي الكلمات لوصفه ولكن الصور تقرب الحقيقة أكثر، ويمكن القول بأن كل شيء فيه يليق بهذه المدينة الصناعية العملاقة، فهو مسجد مستقبلي لمدينة مستقبلية، ولا شك أن وظائفه التثقيفية ذات صلة بإعداد إنسان المستقبل الذي يحسن الجمع بين كثير من الثنائيات التي يراها كثير من الناس متناقضة وهي متكاملة، مثل: النقل والعقل، الأصالة والمعاصرة، الثوابت والمتغيرات!
