مسجد (نور الإسلام) في مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب إفريقيا.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد في حي ليناسيا الذي تتواجد فيه جالية مسلمة قوية وتمتلك جمعية مسؤولة عن عدد من المساجد في هذا الحي الواقع في جنوب غرب مدينة جوهانسبرغ التي تعد العاصمة الاقتصادية لجمهورية جنوب إفريقيا.
وجد المسلمون هنا من أيام الاستعمار البريطاني للهند وجنوب إفريقيا، وكانوا قد بنوا لأنفسهم عددا من المساجد، لكنهم ظلوا بحاجة لمسجد كبير، فقامت رابطة العالم الإسلامي بتبني تشييد هذا المسجد؛ حيث وضعت حجر الأساس له في مايو ١٩٧٥م بواسطة إنعام الله خان الذي كان مستشارًا لرابطة العالم الإسلامي في مدينة مكة.
هذا المسجد يضم مركزا إسلاميا متكاملا ويحتوي على روضة تمهيدية لما قبل المدرسة، ومدرسة للبنات تضم كافة المراحل الدراسية من الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وقاعة متعددة الأغراض يتم فيها إقامة الندوات والمحاضرات واستضافة المناسبات وحفلات الزفاف وتقديم الطعام في المناسبات مثل إفطار رمضان، بجانب المكاتب الإدارية والخدمية ودورات المياه.
كانت غاية المسجد والمركز واضحة منذ البداية وهي نشر تعاليم الإسلام والنهوض بأبنائه في هذا البلد الذي يتمتع فيه المسلمون بحرية كاملة مكنتهم من أن يكونوا فاعلين بقوة تفوق نسبتهم العددية، بصورة تفوق أغلب الجاليات المسلمة في العالم إن لم تكن كلها!
وفي هذا السياق فإن المسجد يستضيف العديد من البرامج التربوية والروحية، مثل برنامج التفسير اليومي، وبرنامج الحديث المنير، والبرامج الأسبوعية والشهرية، ولحضور الصوفية بقوة وسط مسلمي هذا البلد كما هو الحال في الهند، فإن المسجد يتبنى (برنامج سيرة) الذي يحظى بحضور جيد للغاية خلال شهر ربيع الأول من كل عام احتفاء بمولد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم!
يمتلك المسجد تصميما متميزا اجتمعت فيه عدد من الطرز المعمارية وأهمها الطراز الهندي؛ نظرا لأن أغلب المسلمين هنا ينحدرون من شبه القارة الهندية الباكستانية.
ورغم شحة الصور وعدم جودتها، إلا أن من الواضح أن المسجد كبير وجميل، حيث يحظى بمبنى واسع يستطيع استيعاب عدد كبير من المصلين، وترتفع في أركانه الأربعة أربع مآذن عالية، وهي ذات شكل اسطواني مدبب في القمة، مع شرفة واحدة في الوسط. وقرب المنتصف تعلو السقفَ قبةٌ بيضاوية ذات قاعدة ضيقة وتنفرج منها نوافذ واسعة، وقد تم طلاؤها بلون بني غامق كما في رؤوس المآذن، بينما طلي هيكل المسجد باللونين الأبيض والبرتقالي!
يمتلك المسجد فناء واسعا خصص جزء كبير منه كمواقف لسيارات المصلين الذين يأتون من أماكن بعيدة نتيجة شهرة المسجد!
