قبة.. الشيخ العارف الحسن بن علي داديه
بمدينة ذمار.. وإليكم نبذة عنها..
" قبة داديه..منارة علم
ومعلم حضاري "
قبة مولانا الشيخ العارف الحسن بن علي دادا باشا
(حصل -تصحيف- للقب العلمي الصوفي دادا إلى داديه ليتناسب مع اللهجة المحلية لمدينة ذمار..)
وكان مولانا الشيخ حسن عالما بالفقه والأصول وعلم الباطن مقتفيا الهدي النبوي في التزكية والزهد..
أمر شيخنا حسن دادا باشا ابنه الأكبر يوسف بن حسن دادا ببناء القبة المعروفة،
والتي فرغ من بنائها مع أواخر القرن التاسع الهجري..وكانت عبارة عن مقر للاتراك العثمانيين - الحنفية -حيث كان لهم ميول صوفية كباقي الأتراك العثمانيين..(صوفية زهد وتزكية على هدي النبوة ) وقد حرص مولانا الشيخ حسن وابنه الشيخ يوسف على بناء القبة في مكان متوسط بين أحياء مدينة ذمار القديمة الثلاثة (لحوطة، الجراجيش،
المحل) بعيدا عن السكان المحليين، لاختلاف المذهب والطريقة مع أنه كان يأم القبة بعض السكان المحليين المتأثرين بالشيخ حسن وطريقته، حتى أن الشيخ يوسف جعل وقفا خاصا بالمترددين على القبة من السكان المحليين الحقه بوقف القبة..
وكان بالقبة منبر جميل، ومتميز، وزخارف كبقية القباب التي بنيت بتلك الفترة، ولكنها طمرت بفعل الزمن، ويقال أن بعض المشائخ من ذرية المؤسس، كانوا لا يحبذوا تلك الزخارف، زهدا.
وقبتنا من أكثر المساجد أوقافا في محافظة ذمار بالإضافة للمدرسة الشمسية وعماد الدين.
• وأوقاف القبة ثلاثة أقسام:
1- الوقف الخاص بالقبة ونفقات سدانتها وإقامتها.
2- وقف التكية (مطبخ ومطعم وخان) مخصصة لأبناء السبيل وطلاب العلم.
وكان يأتي التكية عابري السبيل من كل الجهات صوب شجرة داديه النادرة والتي قيل أنها أستقدمت
من خارج اليمن، وغرست لتكون علامة ومنارا لعابري السبيل ولتظهر من خارج
المدينة عن بعد، من جميع الجهات.
3- وقف الذرية
وهو وقف خاص بذرية الشيخ ماتناسلوا.
وقد سلمت الأوقاف الثلاثة للوقف العام وسلمت المسودات والوثائق والمخطوطات في حينه، وهي الآن من محفوظات مكتب أوقاف المحافظة.
وكان بناء التكية جنوب القبة و بجوارها مخازن الحبوب - الشونة -غرب القبة، والاسطبل شرقي القبة، وفي الجهة القبلية بعض الملحقات والبساتين والحدائق المحتوية على الشذروان والقناطر التي تنقل الماء من البئر إلى المصافي - المطاهير - وكانت تلك البساتين قمة في الروعة والجمال
ولازالت آثارها باقية إلى وقتنا الحاضر، وأما المنارة فقد بنيت تقريبا في منتصف القرن الماضي.
وقد كانت قبة مولانا الشيخ حسن دادا باشا، معلما من معالم ذمار العلمية والشرعية والإجتماعية والثقافية، والإعتدال والتعايش وستظل بفضل المولى عزوجل، بعيدة عن التعصب والغلو، معلما من معالم الإعتدال والوسطية والتسامح.
هذا ما كتبته من الذاكرة وأعذروني للتقصير..
ونعدكم بموضوع أشمل وأكثر توثيقا..
حفظ الله بلادنا من كل مكروه..
والله يرعاكم..
بقلم القاضي //
محمد بن علي داديه
عضو جمعية علماء اليمن
خطيب القبة.