#مسجد (الجمعة) في مدينة سيمفيروبول بجمهورية روسيا الاتحادية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في أحد الأحياء الجديدة بمدينة سيمفيروبول عاصمة جمهورية القرم التي كانت تتمتع بحكم ذاتي في إطار جمهورية أوكرانيا، لكن روسيا انتزعتها منها عام ٢٠١٤م. وكانت في الأصل بلدا إسلاميا يحكمه التتار المسلمون، وما زال التتار يسمون العاصمة إلى يومنا هذا آق مسجد!
يعد هذا المسجد أكبر مسجد في مدينة سيمفيروبول بل في شبه جزيرة القرم كلها؛ فقد بني على قطعة أرض تزيد مساحتها عن ثلاثة هكتارات، ويتسع لحوالي ٣٠٠٠ شخص في المصلى المسقوف بجانب ٥٠٠٠ في الصرح المكشوف للمسجد وفنائه الخارجي.
وهو أشبه بالمجمع الكبير المعروف في الطراز المعماري العثماني، حيث يضم ثلاثة مبان: الأول هو الذي يقع فيه مصليا الرجال والنساء ويأخذ شكلا هرميا تتبوأ في قمته قبة ضخمة. والثاني وهو الذي تقع فيه المكاتب الإدارية ومساكن القائمين على المسجد، ويضم الثالث المَضافة التي يتم فيها استقبال الضيوف.
جرى افتتاح هذا المسجد في بداية عام ٢٠٢٠م بعد سنوات من العمل الدائب في التشييد والتجميل والتأثيث، ليخرج بصورة مبهرة تليق بالإسلام والمسلمين في هذه المدينة التي تسمى ب آق مسجد!
هذا المسجد تحفة معمارية حقيقية، فهو يملك تصميما عثمانيا جذابا وعمارة أنيقة، وقد بني بالخرسانة المسلحة التي جرى تلبيسها بالرخام الأبيض بسمك ثلاثة سنتيمترات.
ويزدان المسجد بأربع مآذن ذات شموخ مذهل؛ إذ يبلغ ارتفاع كل واحدة منها ٥٠م، وبالمناسبة هذا المسجد هو الوحيد في شبه جزيرة القرم الذي يحتوي على أربع مآذن.
ويتزين داخل المسجد بنقوش وزخارف رائعة ولا سيما الجدران والقبة، وقد تم عملها من قبل خبراء أتراك، من خلال استخدام دهانات خاصة من خمسة أو ستة ألوان، مع غلبة اللون الأخضر.
ويتخذ المسجد من زهرة الخزامى الأصفر رمزا له؛ حيث يعتقد الناس هنا أن الزنبق هو زهرة الله!
