#مسجد (الجميرا) في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على طريق شاطئ جميرا في منطقة جميرا، وهي المنطقة التي وقع فيها حكام عدد من إمارات الخليج العربي اتفاقية توحيدها ضمن دولة تسمى الإمارات العربية المتحدة، وهي من أحياء دبي الفخمة بعد أن أعيد تطويرها وتحديثها. واكتسب هذا الاسم من الحي الذي يقع فيه وإلا فإن اسمه الرسمي عند افتتاحه هو المسجد الكبير!
تم افتتاحه عام ١٩٧٩م من قبل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي حكم الإمارة بعد ذلك، وهو والد حاكم دبي الحالي ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
يعد هذا المسجد من أكبر مساجد مدينة دبي، حيث تزيد طاقته الاستيعابية عن ١٢٠٠ مصل، ويعده كثيرون أجمل مساجد هذه المدينةالعصرية المتطورة ومن أبرز معالمها الدينية!
جرى تصميم المسجد على النمط الفاطمي الذي كان سائدا في مصر، وتم تشييده من الخرسانة المسلحة المكسوة بالحجر الأبيض. ويتميز بهيكله المرتفع، ويمتلك واجهة جميلة ذات أعمدة اسطوانية مزدوجة ومقوسة، وتزخر أعاليها بالنقوش الرائعة التي تملأ الواقف أمامها بالدهشة والانبهار!
وتنبثق في طرفي المسجد مئذنتان شاهقتان بشموخ واضح، وتتوسط المسجد قبة ضخمة وتحيط بها ٤ قباب في الأركان الأربعة، وكأن خمستها تمثل أركان الإسلام الخمسة، وتتميز بنقوشها الهندسية الرائعة التي تم نحتها بطريقة فنية مذهلة!
هذا المسجد هو الوحيد في إمارة دبي ومن المساجد القليلة في الإمارات التي تم فتحها أمام غير المسلمين بالتنسيق مع مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري والذي يعقد جولات تعريفية خلال ستة أيام في الأسبوع، متيحا للزوّار فرصة التعرّف على الإسلام وأسلوب الحياة في الإمارات!
ولهذا الغرض يتواجد في المسجد مرشدون على مدار الساعة يصطحبون الزوار في أنحائه ويأخذونهم في جولات يتحدثون فيها عن تأريخ المكان وتفاصيله الجميلة وزخارفه الساحرة، وفي تلك الأثناء يعرّفونهم على بعض المفاهيم الإسلامية والعادات الإماراتية، ويجيبون عن أسئلتهم المطروحة، ويذوّقونهم بعض المأكولات العربية مثل القهوة والتمر!
وفي ذات السياق يستقبل المسجد رحلاتٍ تثقيفية للأطفال الآتين من المدارس، ويخصّص لهم برامج ثقافية تتلاءم مع أعمارهم.
وبالطبع فإن القائمين على المسجد يطلبون من الزوار ارتداء الملابس المحتشمة التي تتناسب مع الطبيعة المقدسة للمسجد.
