#مسجد (جيانغ وان) في مدينة شانغهاي بجمهورية الصين الشعبية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في طريق الحكومة مطلا على شارعين في منطقة يانغبو بمدينة شنغهاي العاصمة الاقتصادية للصين.
تأسس المسجد أول مرة في عام ١٩٢٨م من قبل مسلمي هذه المنطقة، وكان مبناه متواضعا في حجمه وإمكاناته. ومر بعد ذلك بأطوار عديدة، حتى تم تغيير مكانه إلى مكان آخر في نفس المنطقة.
وكان أبرز تجديد للمسجد قد تم سنة ١٩٨٥م، وسرى التجديد حتى على الاسم حيث أطلق عليه اسم (مسجد طريق جينغشينغ)، لكنه ظل صغير الحجم إذ لم تتجاوز مساحته ١٨٣م٢، وظل متواضعا في طريقة بنائه والمواد التي شيد منها بسبب فقر المسلمين!
وفي ٧ مارس ٢٠٠٣م بدأت حكومة مقاطعة يانغبو في إعادة بناء هذا المسجد، بتمويل من جمعية شنغهاي الإسلامية، ليتم افتتاحه في يناير ٢٠٠٩م، لكن حفل الافتتاح لم يتم إلا في ٢٢ يونيو ٢٠١٠م، حيث كانت فرحة المسلمين عارمة بهذا المسجد الجميل.
وبعد هذا البناء صار المسجد كبيرا؛ فهو يتمدد على مساحة إجمالية تبلغ حوالي ٢٤٠٢م٢، وتبلغ المساحة المبنية منها ١٧٩٤م٢، ويتكون من ثلاثة طوابق فوق الأرض.
تم تشييد هيكل المبنى من الخرسانة المسلحة، وجرى تصميمه على الطراز المعماري العربي الحديث، مع لمسات محلية خفيفة، كما توضح الصور.
يمتلك المسجد قدرا من الأناقة التي تنبع من تخطيطه الجميل، ومئذنته الشامخة ذات الشرفتين الجذابتين، ومن قبته الذهبية الضخمة والمآذن والقباب الصغيرة التي يزدان بها السطح، وكلها مطلية بلون ذهبي صارخ!
وبالنسبة للداخل فإنه لا يقل أناقة عن الخارج، رغم أنه يميل إلى البساطة، وتتدلى من سقفه عدد كبير من الثريات الصغيرة، وتنغمر أبهاؤه بالضياء الذي يدلف من خلال عدد غير قليل من النوافذ الرأسية المقوسة!
المسجد ليس مجرد مصلى، فهو محور الأقلية المسلمة في هذا الحي، حيث يتعلم أبناؤهم ما يهمهم في دينهم، ويجتمعون ليناقشوا قضاياهم، ومن ثم فإنه يمتلك ما يساعده على القيام بهذه الوظيفة من غرف ووسائل.
وأخيرا فإن المسجد يمتلك فناء لا بأس به، وقد تم تبليطه مع تزيينه ببعض الجزر الخضراء والأحواض التي احتوت على أنواع من الأزهار والورود الزاهية!
