شهر رجب ملاحظات وتنبيهات لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف الرخمي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

شهر رجب ملاحظات وتنبيهات لفضيلة الشيخ الدكتور يوسف الرخمي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين



شهر رجب ملاحظات وتنبيهات 📚

#شهر_رجب_ملاحظات_وتنبيهات

#ملخصات_فقهية

🖋️ د. يوسف حسين الرخمي.

📌 يقوم بعض اليمنيين بالاحتفال، وإشاعة أجواء الفرح والسرور في أول جمعة من رجب في كل عام؛ وذلك لأنّ سيدنا معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قَدِم إلى اليمن معلّما وواليا للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد زار صنعاء وأقام بها مدّة، ثم أتى (الجَنَد) بتعز وبنى بها مسجدا، وأقام فيه أول صلاة جمعة، ولا يزال هذا المسجد قائما عامرا بمدينة تعز حتى الآن، وهي مناسبة جليلة فعلا تستحق الفرح والسرور، وتستوجب أنواع الشكر لله تعالى على نعمة الإسلام -وأَكرِم بها من نعمة-، ولا بأس أن يُذكِّر الناس بعضهم بعضا بهذه المناسبة الكريمة؛ تجديدا للعهد، وتذكيرا بما شرفنا الله به من هذه المكرمة، مع التذكير بأن اعتبار هذه الجمعة عيدا شرعيا يوازي العيدين المعروفين -كما كان شائعا في بعض المناطق اليمنية- أمر غير جائز؛ بل غايتها أنها مناسبة سعيدة تستحق الفرح والثناء على الله تعالى.

📌 لم يثبت في صيام شهر رجب بخصوصه حديث صحيح تقوم به الحجّة، إلا ما ورد في حديث حسّنه جماعة من أهل العلم من استحباب الصيام في الأشهر الحُرُم، ورجب من الأشهر الحرم، فلا مانع من صيامه بهذه النية، أو بنية الصيام عموما، واستحباب الصيام في الأشهر الحُرم هو مذهب جماهير الفقهاء.

📌 تحرّي صيام اليوم الأول من شهر رجب أو الجمعة الأولى منه واعتقاد أن لهذا الصيام مزية على سائر أيام شهر رجب، أو مزية على باقي أيام السنة فعل غير مشروع، ومخالف للهدي النبوي، كما أنه قد ورد النهي عن إفراد يوم الجمعة بصيام.

📌 صلاة الرغائب التي يفعلها بعض العوام في أول جمعة من رجب بدعة لا أصل لها، وحديثها موضوع مكذوب لا يجوز الالتفات إليه، وهي -بحسب اعتقادهم-: اثنتا عشرة ركعة بست تسليمات، يصلونها بعد المغرب في أول جمعة من رجب، يقرأون في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر والإخلاص، وبعد الانتهاء منها يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة، ويدعون بما شاءوا، وهي بدعة منكرة لا أصل لها.

📌 قد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب كما في الصحيحين، وأنكرت عليه هذا القول عائشة رضي الله عنها وبعض الصحابة، وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب، ومع ذلك فلا بأس بتحري العمرة في رجب لمن أراد ذلك، وقد ثبت عن جماعة من الصحابة والسلف تحرّي العمرة في رجب، منهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر وعائشة وغيرهم، والأمر في هذا واسع إن شاء الله.

📌 الذبح في رجب وإطعام المساكين جائز مثله مثل باقي الأشهر، وأما استحباب تحري ذلك في شهر رجب فمنسوخ؛ لما ثبت في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا فَرَعَ ولا عَتِيرَةَ). والفرع: هو أول نتاج البهيمة كانوا يذبحونه، والعتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية بشهر رجب، وأقرّها الإسلام زمنا ثم نُسخت بهذا الحديث، والنسخ هنا إنما هو لحكم الاستحباب فقط كما قال جمهور الفقهاء، فتبقى على أصل الإباحة دون استحباب؛ إذ الذبح والإطعام جائز في سائر السنة بما في ذلك شهر رجب.

📌 اختلف أهل السيرة في الشهر الذي وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج على أقوال عدة، فقيل: في شهر رجب، وقيل: في ربيع الأول، وقيل: في ذي القعدة، وقيل غير ذلك، وليس في المسـألة دليل صحيح يمكن الاعتماد عليه، وقد اعتاد كثير من الناس التذكير بهذه الحادثة في شهر رجب، فلا بأس بذلك، وليس لهذه المناسبة عبادة خاصة بها من صيام أو صلاة أو ذكر، فهذا التخصيص غير مشروع، ولكن لا مانع من التذكير بهذه المعجزة التي وقعت لنبينا -صلى الله عليه وسلم- من خلال خُطب الجمعة أو المحاضرات أو المواعظ، أو عبر وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل؛ فهذا من نشر الخير، واستغلال المناسبات في الدعوة إلى الله تعالى.

📌 حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلّغنا رمضان) رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، والبزار، والطبراني في الأوسط، والبيهقي، وإسناده ضعيف كما قال أهل العلم، ولكن أصل الدعاء جائز في سائر الأوقات، والحديث الضعيف يُستأنس به في فضائل الأعمال، فلا حرج من الدعاء به إن شاء الله، وعلى من ينشر هذا الحديث أن يبين ضعفه.

💐متعكم الله بالصحة والعافية، وثبّتنا وإياكم على الإسلام ما حيينا💐

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط، ثم اضغط اشتراك

http://t.me/alrkhme

قناتي في الواتسأب:

https://whatsapp.com/channel/0...

x