#مسجد (محبة خان) في مدينة بيشاور بجمهورية باكستان الإسلامية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في قلب مدينة بيشاور عاصمة ولاية خيبر بختونكو الواقعة في شمال شرق باكستان. وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة لبانيه وهو والي بيشاور الذي كان يحمل اسم نواب محبة خان، وكان جده نواب دادان خان حاكما لمدينة لاهور، وهذا الأمر جرى في عهد الإمبراطور المغولي شاه جيهان. وغالبا ما ينطق اسم المسجد ب(موحبة خان) من قبل العامة بدلا من (محبة خان)!
تم وضع حجر الأساس للمسجد في عام ١٦٣٠م، وظل العمل جاريا فيه طيلة ٤ عقود، إذ لم يتم افتتاحه إلا سنة ١٦٧٠م. ومنذ حوالي ٣ قرون ونصف تعرض المسجد لبعض المشاكل وحظي ببعض الترميمات، لكن هيكله بقي محافظا على وضعه الأول!
يتكون المسجد من مصلى رئيسي يتسع لعدد كبير من المصلين، وساحة مفتوحة أو صرح تتوسطه بركة وضوء أنيقة، وتحيط بالصرح ثلاثة أروقة، ويتكون كل رواق من مصفوفة من الغرف الملاصقة للجدران الخارجية للمسجد والتي يبدو أنها كانت صفوفا دراسية ومساكن للطلاب، وفي الجهة الغربية من الصرح تقع القاعة الرئيسية للصلاة التي تحيط بها مئذنتان شامختان وغنيتان بالنقوش والزخارف الإسلامية المبهرة، وبين المئذنتين توجد ثلاث قباب جذابة، ووفقا لمعجم (التحول من بين القرون) لباختو نخوا، فكثيرا ما كان السيخ يستخدمون المآذن كبديل لحبل المشنقة حينما يعدمون أعداءهم!
وقد تم تزيين قاعة الصلاة بسخاء بالغ؛ حيث تزخر الجدران والسقوف برسومات وردية وهندسية باذخة الجمال!
