مسجد (الشيخ شعيب الأرناؤوط) في مدينة برشتينا عاصمة جمهورية كوسوفو.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي راق بمدينة برشتينا عاصمة جمهورية كوسوفو التي أعلنت استقلالها عن صربيا يوم ١٧ فبراير ٢٠٠٨م، لتعترف بها معظم الدول الأوروبية، وعدد من الدول الإسلامية!
جرى تشييد هذا المسجد بتبرع من مؤسسة قطر الخيرية، وسمي باسم الشيخ شعيب الأرناؤوط الذي ينحدر من العرقية الألبانية وهو من أكبر المحدثين والمحققين في العصر الحديث. وتم افتتاحه في عام ٢٠٢١م ليصبح أكبر مساجد جمهورية كوسوفو، حيث يتكون من ٥ طوابق ويستطيع مصلياه استيعاب أكثر من ٢٥٠٠ من المصلين.
وبجانب المصليين يتضمن المبنى فصولا دراسية، ومكتبة إسلامية عامرة بالكتب النافعة، وصالة كمبيوتر، وصالة ألعاب للأطفال، بجانب غرف الإدارة والخدمات والمواضئ ودورات المياه.
لا يخفى جمال المسجد على ذي عينين؛ فهو مبني على الطراز العثماني مع لمسات خاصة بمنطقة البلقان في أوروبا، ويتميز بهيكل مرتفع ذي أناقة واضحة، ويتزين بمئذنتين قلميتين رائعتين وتتميز كل واحدة منهما بارتفاعها الشاهق وثلاث شرفات أنيقة، ويتجمل سطح المبنى بقبة ضخمة تحيط بها عدد من القباب الصغيرة، وكلها مطلية بلون أخضر يجعل المبنى متحدا مع الطبيعة الخضراء!
ويزخر المسجد في الداخل بنقوش وزخارف متنوعة، وكلها تسيل عذوبة وسحرا، ولا سيما القبة والمحراب والمنبر وبعض اللوحات الجمالية البديعة التي تم نقشها في الجدران!
مما يجدر ذكره أن علماء كوسوفا يشكون من قلة مساجد بلادهم، بعد أن قام الصرب أثناء حربهم على كوسوفا في عامي ١٩٩٨م و١٩٩٩م بهدم وإحراق أكثر من ٢١٨ مسجدا أثريا، مع ازدياد السكان وتكاثر المصلين، ووصل الحال في بعض المساجد إلى حد إقامة صلاة الجمعة مرتين: الأولى لعامة الناس، والثانية لطلبة المدارس؛ لأن المسجد لا يتسع للمصلين!
وبلا شك فإن المسجد يجسد تعطش المسلمين في هذه البلاد للإسلام، بعد انقطاع خلال عقود من الحكم الشيوعي والقومي الصربي المعادي للإسلام، ويتولى القائمون على المسجد القيام بوظائف تعليمية واجتماعية عديدة في هذا المضمار!
