#مسجد (جماعة الإسلام) في مدينة ناسو عاصمة جزر البهاما.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في أحد الأحياء الحديثة بمدينة ناسو عاصمة جزر البهاما الواقعة في منطقة الكاريبي بأمريكا اللاتينية.
هذا المسجد هو الوحيد الذي تمتلكه الجالية المسلمة التي يقل عددها عن ١٠٠٠ مسلم، رغم وجود وثائق تؤكد أن الإسلام دخل قبل النصرانية بزمن طويل إلى هذه البلاد، وأن كريستوفر كولمبس حينما وصل هنا وجد مسلمين يقيمون شعائر الإسلام وأن الإسبان نكلوا بهم كما فعلوا بإخوانهم في الأندلس!
وبالنسبة للمسلمين المعاصرين فقد كونوا جمعية إسلامية في العاصمة، وتنادوا لجمع التبرعات من أجل شراء أحد المباني وتحويله إلى مسجد ومقر للجمعية، وهذا ما حدث بالفعل حيث قاموا بإجراء تعديلات على المبنى حتى يصبح أقرب إلى شكل المسجد في التراث الإسلامي.
يتمدد مبنى المسجد على قطعة أرض تبلغ مساحتها فدانين، ويتضمن مصلى يتسع لبضع مئات من المصلين، ومكتبة إسلامية تضم أعدادا من المصاحف الشريفة وترجمات معانيها باللغة الإنجليزية، وتحتوي على وثائق تؤكد هجرات المسلمين الأفارقة إلى هذه الجزر قبل وصول كولومبوس والأوروبيين إليها، وقام مسلمون بتخصيص أول مقبرة لدفن موتى المسلمين.
يمتلك المسجد هيكلا أنيقا وناصع البياض، وتعلوه مئذنة مرتفعة وثلاث قباب بلون أخضر فاتح، وتتبوأ الكبيرة محل الصدارة في سقف المصلى الرئيسي، ويمتلك المسجد فناء لا بأس به وتم استزراعه بعدد من الأشجار والأزهار، مع ترك مساحات شاغرة كمواقف للسيارات.
وعبر المسجد يسعى الدعاة هناك لتأصيل الهوية الإسلامية للجالية المسلمة، كخطوة أساسية في سبيل تحقيق الحلم باستعادة الوجود الإسلامي في هذه الجزر.
وتقام حلقة دراسية منتظمة للكبار من الرجال والنساء في سبيل ترسيخ قيم الإسلام في عقولهم وقلوبهم، أما الأطفال فتخصص لهم مدرسة تحتضنهم الأحد من كل أسبوع ليتعلموا فيها أساسيات الإسلام وقراءة القرآن الكريم.
