#مسجد (تيبان) في مدينة مالانج بجمهورية إندونيسيا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط سوق محلي بمدينة مالانج، وهي رابع أكبر مدينة في إندونيسيا وتتبع مقاطعة جاوة الشرقية الواقعة في الأرخبيل الإندونيسي الذي يحتضن أكبر تجمع سكاني في العالم كله.
وضع حجر الأساس لبناء المسجد في عام ١٩٦٨م، ونتيجة ضخامة المسجد وكمية النقوش والخطوط الموجودة فيه فإنه لم يكتمل إلا بعد ١٠ سنوات من العمل الدائب؛ حيث جرى افتتاحه في عام ١٩٧٨م في حفل كبير ابتهاجا بهذا المنجز المميز.
يعد هذا المسجد الفريد من أكبر مساجد إندونيسيا، سواء من الناحية الأفقية أو الرأسية، فمن الناحية الأفقية نجد أنه بني على قطعة أرض مساحتها ٦ هكتارات، ومن الناحية الرأسية فإنه يتكون من ١٠ طوابق!
ويتضمن مبنى المسجد مصليات رجالية ونسائية تتسع لعدد غير معلوم من المصلين، لكنه عدد كبير بالتأكيد كما يوحي بذلك حجم المسجد. ويضم مركزا تعليميا لتدريس تعاليم الإسلام وأساسياته، ومكتبة غنية بالمراجع الإسلامية، ومطعماً أنيقا، ومطبخاً تقليدياً، وبيت ضيافة، وحوض أسماك.
ومن الواضح أن المسجد تحفة معمارية لا نظير لها في جمالها الخاص، ويبدو أن مهندسه قد صممه وفق مزيج من خصائص الهندسة المعمارية في الوطن العربي وتايلاند وجاوة الشرقية في إندونيسيا، مع مساحات تدخّل فيها خيال المهندس وخبرات الفنانين المهنيين، ودون أن يخلو من بعض اللمسات العصرية!
وبجانب المبنى الرئيسي للمسجد تنبث أبنية صغيرة في أكنافه، ويبرز كل واحد منها على شكل مئذنة، ويتفرد المسجد في أن جميع آيات القرآن الكريم قد خطت على جدرانه بصورة منقطعة النظير!
وبسبب ما يمتلكه هذا المسجد من تميز في تخطيطه وهيكله ونقوشه وخطوطه العربية الساحرة؛ فإنه في مقدمة مناطق الجذب السياحي في هذه المنطقة؛ حيث يقصده يومياً آلاف من الزوار الإندونيسيين والسواح الذين يأتون من الخارج ولا سيما من ماليزيا وبروناي والبلدان العربية.
