حكم التهنئه برأس السنة الميلادية

حكم التهنئه برأس السنة الميلادية



حكم التهنئة برأس السنة الميلادية🔘

⭕ السؤال:

- ما حكم تبادل التهاني برأس السنة الميلادية الجديدة بين المسلمين؟ وهل للمسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب خصوصية معينة في هذا الجانب؟ أفتنا يا شيخ جزاك الله خيرا.

💡 الإجابة:

- هذه من المسائل التي يتجدد فيها الكلام كل عام، وقد سبق الحديث عنها مرارا هنا، وخلاصة الجواب فيها ما يلي:

1⃣ تهنئة المسلمين بعضهم بعضا برأس السنة الميلادية لا يجوز، وكذا القيام بأي مظهر من مظاهر الاحتفال والفرح في بلاد المسلمين لا يجوز أيضا؛ وذلك لأن الاحتفال والتهنئة برأس السنة الميلادية مرتبط بذكرى دينية يعظّمها النصارى، ويعتقدون فيها فرية عظيمة وهي أن المسيح عيسى -عليه السلام- ابن الله (تعالى الله عن ذلك)؛ نظرا لولادته المعجزة، وقد نهانا شرعنا عن التشبه بغير المسلمين فيما هو من خصائصهم، أو كان متعلقا بعباداتهم وطقوسهم الدينية؛ وذلك حرصا على شخصية المسلم من الذوبان في الثقافات الأخرى، وأن ينعكس ذلك ضعفا في ولائه وتبعيته لدينه الصحيح، وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وغيره: (من تشبّه بقوم فهو منهم) وهو حديث صحيح، ولو لم تكن التهنئة برأس السنة الميلادية مرتبطة بذكرى دينية معظّمة عند النصارى لكانت من جملة العاديات التي الأصل فيها الإباحة والجواز، ولكنها ارتبطت بذكرى دينية معظمة عند النصارى، ويُقيمون لأجلها الطقوس والشعائر في كنائسهم، فصارت مناسبة دينية خالصة يحرم على المسلمين الاحتفال بها، أو أن يهنئ بعضهم بعضا بها.

مع ملاحظة أن الشخصية المسلمة بهذا العصر في غاية الإنهزامية والضعف بسبب التخلف المعرفي عند أكثر المسلمين، وانتشار الحروب والفساد والاستبداد في بلدانهم، بعكس ما عليه الحال في أكثر دول الغرب، وكان من نتيجة ذلك ذوبان الشخصية المسلمة، وتقليدها الأعمى لكل ما هو غربي، وفي مثل هذه الأحوال ينبغي للفقيه أن يُغلّب جانب الحظر والمنع ليحافظ على ما تبقي من شخصية المسلم المعاصر، ويبذر فيها معاني الاعتزاز والاستقلالية والاستعصاء أمام الواقع الجارف، لا أن يزيدها ضعفا إلى ضعفها، وهوانا إلى هوانها.

2⃣ أما تهنئة المسلم للنصراني برأس السنة الميلادية فله حالتان:

🔷 الجواز: وذلك لمن كان يسكن بينهم، أو في بلادهم، أو كانت بينه وبين بعضهم مصاهرة، أو زمالة، أو صداقة، أو قرابة، أو جِيرة، وهذا داخل في معنى البرّ الذي ورد الأمر به في القرآن: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، ويشترط للجواز أن تكون التهنئة بألفاظ غير ممنوعة شرعا، وليس فيها إقرار باعتقاداتهم الباطلة، ودون حضور شيء من المناسبات التي ينتشر فيها الحرام كالخمر أو الخنزير أو غيره، ويتأكد الجواز للمراكز الإسلامية وممثليها في تلك البلاد؛ لتأسيس علاقة ودّية مع محيطها الاجتماعي والسياسي.

🔷 التحريم: وذلك في حق المسلم الذي لا تربطه بأحد الكفار علاقة من العلاقات التي سبق ذكرها؛ تغليبا للأصل السابق الذي قررناه.

والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمتابعة قناة فتاوى د. يوسف الرخمي على (تليجرام): افتح الرابط ثم اضغط اشتراك

http://t.me/alrkhme

قناتي في الواتسأب:

https://whatsapp.com/channel/0...

x