#مسجد ومركز (الإمام الترمذي) في مدينة ترمذ بجمهورية أوزبكستان.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في أحد الأحياء الجديدة بمدينة ترمذ المطلة على ضفاف نهر جيحون في شرق أوزبكستان، وكانت قد فتحت في أيام الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان. سمي المسجد باسم المحدث الترمذي الذي يعد واحدا من أهم ٦ محدّثين في التأريخ الإسلامي عند أهل السنة والجماعة، وينحدر من هذه المدينة وإليها يُنسب.
تم افتتاح هذا المسجد الرائع في شهر رمضان من العام ٢٠١٧م، لإحياء ذكرى الإمام الترمذي، ولمحاولة استئناف الدور العلمي لهذه المدينة العريقة والذي انقطع بعد ضم الاتحاد السوفييتي لهذا البلد ضمن بلدان إسلامية عديدة حكمتها الشيوعية بالحديد والنار!
هذا المسجد كبير كما تظهر الصور، ويحتوي على مصليات رجالية ونسائية تتسع لأكثر من ٣٠٠٠ مصل، ويأتي حجمه الكبير من احتوائه على العديد من المرافق الأخرى ذات الصلة بوظيفة المسجد التعليمية والثقافية والاجتماعية، ويتبعه أيضا مركز دولي للبحوث الإسلامية يسمى مركز الإمام الترمذي الدولي للبحوث، وقد تأسس بقرار جمهوري في نفس عام افتتاح المسجد، ويقوم بدور مقدر في مجال الدراسات العليا وتحقيق تراث العلماء السابقين ونشره وتوعية المجتمع بمضامينه.
شيد هذا المسجد على الطراز المعماري السائد في أوزبكستان مع حضور لمسات عصرية فيه، وهو نموذج ممتاز للعمارة الأوزبكية التي استفادت من المعمار السلجوقي والفارسي في ذات الوقت فأنتجت واحدا من أجمل الأنماط المعمارية في التراث الإسلامي!
ومهما يكن الأمر فإن المسجد تحفة معمارية مبهرة، بما يمتلك من مقومات جمالية عديدة، وأهمها القبة الكبيرة التي ترتفع بمقدار ٢٢م وتتدلى منها ثريا ضخمة، والمئذنتان الشامختان بارتفاع يبلغ ٤١.٥م، والواجهة الساحرة ببوابتها التي تفضي إلى الصرح المكشوف والذي تحيط به ٣ أروقة أكبرها القبلي الذي يتكون منه المصلى الرئيسي، وقد زاوجت البوابة في معمارها بين الضخامة والفخامة باقتدار واضح!
ويزداد إبهار المسجد بما يمتلكه من كنوز فنية تجسدها النقوش والزخارف الإسلامية التي تزين مساحات واسعة في الداخل والخارج، وبحديقته الضخمة التي تم تشييدها على مساحة واسعة وجرى تخطيطها بطريقة هندسية متميزة؛ بحيث تفيض بكثير من الأناقة التي تزيد من الرصيد الجمالي لهذا المَعلم الديني الكبير!
